توقيت القاهرة المحلي 11:36:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حلول المغفلين

  مصر اليوم -

حلول المغفلين

بقلم:سمير عطا الله

روى صاحبنا القادم من بلد كثير الحروب فيما كان يعرف بأوروبا الشرقية، أن الإنسان مخلوق هاوٍ للقتال، فإذا تطلع حوله ورأى الدنيا سلاماً وهدوءاً، مد يده إلى سيفه ومزق أمعاءه.

بدأت متابعة حرب أوكرانيا بفضول واستهجان. لماذا يتقاتل شعبان أمضيا كل هذا العمر على أرض واحدة، يتحدثان لغة واحدة، ينتميان إلى حضارة واحدة، يتشاركان في مفاهيم واحدة؟

وكنت أعتقد، مثل فلاديمير بوتين، أن سحق «النازيين الجدد» لن يستغرق أكثر من 5 أسابيع. ها هي الحرب في عامها الثالث، وتبدو كأنها بدأت اليوم. وفيها نحو 8 ملايين لاجئ، وخراب على مدى أوكرانيا، والآن روسيا، وفيها فرار من الجندية، ونساء يبحثن عن أي عمل حتى التطوعي، وفيها مدارس مغلقة، وجامعات حولت إلى ملاجئ، والفندق الوحيد الذي يستقبل الزبائن (50 دولاراً لليلة) كان قد استضاف في زمن الهدوء، جان بول سارتر، وليونيد بريجنيف، الذي هو من أوكرانيا أيضاً.

لماذا؟ وعلى ماذا يتقاتل الروس والأوكران؟ هل لأن الروس يخشون توسع جيرانهم (ومعهم الأميركيون) في حديقتهم الخلفية. ولنفرض أن هذا صحيح تماماً، فهل تستحق المسألة حرباً إقليمية تطورت وتتطور نحو نزاع دولي وإهانة أشد إيلاماً للروس، وبؤساً أشد فظاعة للأوكران، وقلقاً أشد هولاً للعالم؟ ألم يكن من الممكن حل كل هذه القضية في مؤتمر قمة يشارك فيه الربّاع فلاديمير، والمشخصاتي فولوديمير؟

هذا تبسيط شديد. كلام مغفلين، ولكن هل الحصاد الحالي أفضل: نحو 120 ألف قتيل روسي و470 ألف جريح، ونحو 70 ألف قتيل أوكراني، و100 ألف جريح؟

كان إف. كنان، أشهر دبلوماسي في تاريخ العلاقات الأميركية - السوفياتية، خلال الحرب الباردة، وهو صاحب نظرية «الاحتواء»، بدل المجابهة. كذلك كان يحذر من التعرض لكرامة روسيا بالتوسع نحو أوكرانيا. وقد تحقق كلامه بعد 70 عاماً. لكن ألم يكن من الأفضل أيضاً الأخذ بنظريته عن الاحتواء؟ من يعرف إلى أين ستؤدي الإهانة الجديدة للروس؟

المقلقون يفضلون الدبلوماسية والسلام. لكن الذين يفضلون مشاهد الجنازات الطويلة يجب أن يفرحوا. فقد بدأت للتو حرب جديدة في أوكرانيا. حرب غبية يهزم فيها الروس. «العياذ بالله من انتقام الروسي المهان»!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حلول المغفلين حلول المغفلين



GMT 09:17 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 09:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 09:10 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 09:08 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

GMT 09:06 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شاورما سورية سياسية مصرية

GMT 09:03 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 09:00 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 08:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الاستقلال اليتيم والنظام السقيم

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon