توقيت القاهرة المحلي 20:55:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

والأزهار على قبعتك

  مصر اليوم -

والأزهار على قبعتك

بقلم:سمير عطا الله

وضع فرانز كافكا مرة قصة قصيرة عنوانها «تقرير إلى أكاديمية»، تحكي عن قرد استطاع الحصول على ذكاء بشري، وقام بإلقاء محاضرة عن ماضيه كحيوان متوحش. في تلك المحاضرة يشرح القرد لسامعيه عن محدوديته. إنه قادر فقط على النقل أو التقليد، وليس على الإبداع. وقد طرح على المفكر الآلي المدهش «تشات جي بي تي» هل أنت قادر على كتابة قصيدة جيدة؟ فأجاب على الفور «في حين أنه من الممكن إبداع الشعر من دون مؤلف بشري، فإن معظم الشعر المعتبر ذو مغزى ومهم، هو عادة من تأليف شاعر له هوية مميزة وصوت مختلف».
المشكّكون في هذا الاختراع المذهل يحاولون البحث عما لا يستطيع المستر «جي بي تي» أن يفعل. هذه هي العادة دائماً مع الظواهر الجديدة. ولكن ما يستطيع أن يفعله مدهش بغير حدود. وما زلنا في البدايات. والأرجح أن الأستاذ المذكور يكتب الشعر والنثر أفضل بأشواط من نسبة كبيرة من «المبدعين» أو «الخلاّقين» الذين يمضون أعمارهم وأعمارنا دون أن يبدعوا كلمة أو فكرة أو فاصلة أو فعلاً ناقصاً.
هذا الشاعر الكاتب الأستاذ «جي بي تي» قد يصبح الأكثر غزارة في التاريخ. وقد يغير المناهج الدراسية. وبدل أن يشتري الطلاب أطروحاتهم من الكتبة يطلبونها مباشرة من «الأستاذ». كل ما عليهم أن يفعلوه هو إعطاؤه بضعة عناصر وعناوين. واترك الباقي له. ولذا قد يكون الأدب في المستقبل عملاً مشتركاً بين الآلة والإنسان.
سوف يكون العبقري هو «البرنامج»، و«البرمجة» هي الفكر. ربما يأتي وربما لا يأتي يوم ينافس فيه «الأستاذ»، جورج برنارد شو، أو برتراند راسل، لكنه قادر على وضع خطاب تقليدي يلقى أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، تتكرر فيه مواقف الدول من النزاعات والقضايا المطروحة منذ نشوء المنظمة أو قبله. قد تكون هذه المدهشات مجرد خطوة أولى في برنامج رأينا أُسُسه. تذكِّر البعض الكتابات الشعرية التي وضعها «جي بي تي» بقصائد أندريه بروتون، وشعراء السوريالية أوائل القرن الماضي، أي أن تكتب ما يخطر لك من كلام دون أي تفكير، مُعتمداً جمالية النص دون معنى.
يخيّل إلى أن المقارنة مبكرة أو غير جائزة. وأزداد قناعة عندما أعيد قراءة بروتون، أو السورياليين الأوائل، مثل التشيكي أوسكار ميلوش، الذي وضع التذكر بلغة المستقبل.
وسوف تكونين مدثرة بالبنفسجي الشاحب والأزهار على قبعتك تكون صغيرة وحزينة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

والأزهار على قبعتك والأزهار على قبعتك



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 20:31 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

التعادل السلبى يحسم مباراة تشيلسي وايفرتون

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,19 أيلول / سبتمبر

رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان يصل إلى السعودية

GMT 11:41 2018 الثلاثاء ,17 تموز / يوليو

شيرين رضا تكشف سعادتها بنجاح "لدينا أقوال أخرى"

GMT 09:36 2018 الأحد ,01 تموز / يوليو

دراسة تنفي وجود "مهبل طبيعي" لدى النساء

GMT 10:26 2018 السبت ,07 إبريل / نيسان

" لفات الحجاب" الأمثل لصاحبات الوجه الطويل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon