توقيت القاهرة المحلي 11:49:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الرهان

  مصر اليوم -

الرهان

بقلم:سمير عطا الله

بدأ مع الإعلان عن اتفاق بكين جدل سياسي عالمي سوف يدوم إلى زمن. المفاجأة أضخم من الاستيعاب، ويشكك البعض الآخر في التزام إيران. ويتكهن محللون آخرون بأن أميركا لن تسكت على «الضيم» في فتح الأبواب العالية للصين، وإغفال الوجود الأميركي التاريخي.

كل هذه التساؤلات والشكوك واقعية وتستند إلى سجل سياسي طويل. لكن الواقعي أيضاً أن لكل خلاف نهاية، ولكل مغامرة يقظة، وأن حتميات التاريخ تقضي دائماً بأن تحل الدولة محل «الثورة»، وأن الثورة مرحلة، والدولة ديمومة. وهذا ما حدث في كل مكان، من فرنسا إلى روسيا. والأكثر أهمية هو ما حدث في الصين، حيث بقي الحزب الشيوعي في مكانه، وازدهر إلى جانبه النظام الرأسمالي على نحو أسطوري.
عندما حدث هذا التغيير في الصين، أيضاً لم يصدق أحد. وأيضاً لم يكن يمكن لأحد أن يصدق أن صين «الثورة الثقافية» وماو، سوف تتحول إلى أغنى بلد رأسمالي بعد الولايات المتحدة. علينا أن نصدق وأن نقتنع، ولو حدث العكس فيما بعد وخسر المنطق الرهان خلافاً لكل منطق.
الخطأ كان ما قبل الاتفاق. كان في نشر التوتر والقلق والنعرات، وتشجيع الحقد والكره. أهم ما في اتفاق بكين، الدولة الشيوعية الأكبر في العالم، أنه بين الدولتين المرجعيتين في الإسلام. وأي انفراج هنا هو فرج لمليارات البشر حول العالم. وربما كانت البداية صعبة، أو بطيئة، لكن لا بد لها أن تنجح. لم يعد يليق بالعالم الإسلامي أن يعيش تحت رحمة الفِرق المتقاتلة.
مقابل المشككين، هناك المتفائلون بعالم أعقل وأفضل. عالم يعمل ويزدهر وينتج مثل الصين. وعالم فيه حصة للجميع. لعل أميركا التي أغضبها اتفاق بكين لفتها أيضاً اتفاق «بوينغ». ما من دولة أخرى في العالم تستطيع شراء 121 طائرة «بوينغ» في عقد تجاري واحد. ولذا، تولى البيت الأبيض بنفسه أن يرحب بالصفقة. الخصام السياسي لا يمكن أن يغير الوقائع، وهذه خلاصتها؛ أن لا شريك اقتصادياً لأميركا في حجم الشريك السعودي التاريخي.
سوف يجد المحللون كل يوم شيئاً جديداً في ثنايا اتفاق بكين. ففي قلب الاتفاق، الفريق السعودي يعيش نهضة غير مسبوقة الحجم في التاريخ. نهضة سوف يصرف فيها 500 مليار دولار، وتستقبل 180 مليون مسافر. وليس ما يمنع أن تنضم إيران إلى قافلة العمار والازدهار وتنصرف إلى بناء اقتصادها، ثمة مساحة كافية للجميع.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرهان الرهان



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 10:20 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن
  مصر اليوم - فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر

GMT 02:57 2020 الإثنين ,06 إبريل / نيسان

رامى جمال يوجه رسالة لـ 2020

GMT 02:40 2020 السبت ,22 شباط / فبراير

المغني المصري رامي جمال يحرج زوجته على الملأ
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon