توقيت القاهرة المحلي 10:20:41 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لمن يهتف المتظاهرون؟

  مصر اليوم -

لمن يهتف المتظاهرون

بقلم:سمير عطا الله

أغسطس (آب) 1944 كانت ألمانيا الهتلرية تحتل فرنسا. أراد الفوهرر، أي القائد، أن يحرق باريس، فأرسل الأوامر بذلك إلى جنراله في المدينة. تأمل الجنرال من شرفته جمال العاصمة، وقرر أنه سوف يعصي أوامر الشاويش السابق، ولن يدمّر العاصمة. وبعد قليل اتصل به هتلر هائجاً كالعادة: «جنرال فون شولتيتز، هل باريس تحترق؟».

دخلت تلك الجملة الهمجية تاريخ الحروب وجنون الاحتلال. لم تغب عني لحظة وأنا أشاهد هتلر إسرائيل يحرق بيروت على عجل قبيل وقف النار. بلا إنذارات، وغارات في كل الأحياء، وأهل المدينة يخلون منازلهم إلى الشوارع، مشاة أو في سيارات، على غير هدى، العدو من ورائهم والعدو من أمامهم، ومن فوق ومن تحت.

بيروت، عدوّة إسرائيل الأولى. مدينة التنوع. عاصمة اللجوء والنزوح ومراكز الإيواء. يجب أن تعطى درساً في نزع هذه الصورة التاريخية عن وجهها. في الساعات الأخيرة من الحرائق لم تعد هوية المناطق مهمة. الجميع على لائحة الغارات. وقاذفات الرعب والترهيب، تحلّق فوق السطوح خلال ما تبقى من وقت: 20 غارة في 120 ثانية، يقول بيان جيش الدفاع، مبتهجاً بأرقام «غينيس» القياسية.

إلى أين من هنا؟ لقد «تركت وحدة الساحات» لبنان بلداً مفتتاً، هائماً في شوارعه وفي ديار الآخرين. وليس عيباً ولا عاراً ولا خيانة أن يطلب اللبنانيون شيئاً من حقهم في الحياة والهدوء والاستقرار. ولا بأس هنا من المقارنة المحزنة بين النكبة الكبرى التي حلّت بفلسطين، والنكبات التي تحل باللبنانيين، كل تحت شعار جديد، أو أشعار لا علاقة لها بالواقع والألم.

تماماً، تماماً، كما في «وقائع موت معلن سلفاً» كان الناطق الإسرائيلي يبلغ ضحاياه بموعد ومكان قتلهم. بل كان أكثر دقة من غابرييل غارسيا ماركيز.

على أننا أوفر حظاً، بكل المقاييس، من غزة التي خرجنا إلى مساندتها. هي تحولت إلى مهرجان للقتل والعذاب، بينما أهل الجنوب قادرون على العودة إلى بعض الجدران والسقوف.

هل بيروت تحترق؟ لبنان يحترق. وجوده يحترق. تاريخه يحترق. والمتظاهرون يهتفون للرماد.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لمن يهتف المتظاهرون لمن يهتف المتظاهرون



GMT 09:36 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

من دفتر الجماعة والمحروسة

GMT 09:35 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

السلام في أوكرانيا يعيد روسيا إلى عائلة الأمم!

GMT 09:33 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

«وباء العنف الجنسي» في حرب السودان

GMT 09:32 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أيُّ غدٍ للبنان بعد الحرب؟

GMT 09:30 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

GMT 09:29 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقال نتنياهو بين الخيال والواقع

GMT 09:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أما رابعهم فهو المُدَّعي خان

GMT 09:27 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

البلد الملعون!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 10:20 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن
  مصر اليوم - فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر

GMT 02:57 2020 الإثنين ,06 إبريل / نيسان

رامى جمال يوجه رسالة لـ 2020

GMT 02:40 2020 السبت ,22 شباط / فبراير

المغني المصري رامي جمال يحرج زوجته على الملأ
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon