توقيت القاهرة المحلي 13:57:25 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ساعة الواق واق

  مصر اليوم -

ساعة الواق واق

بقلم - سمير عطا الله

احتفل قدامى السينما وأهل الشاشة البيضاء بمرور 75 عاماً على خروج فيلم «الرجل الثالث»، الذي قيل إنه أعظم فيلم بريطاني عرفته الشاشة. كان نجمه الأول أورسون ويلز، بطل «وفاة بائع متجول»، الذي قيل يومها أيضاً إنه أعظم فيلم أنتجته هوليوود.

يقول ويلز في فيلم «الرجل الثالث» الجملة التالية: «هل تعرف ماذا؟ طوال ثلاثين عاماً من عهد بورجيا في إيطاليا قامت حروب، وتفشّى الإرهاب، وكثرت الجريمة، وسالت الدماء. لكن هذا العهد أعطى العالم ليوناردو دافنشي، ومايكل أنجلو، وعصر النهضة. بينما طوال 500 عام من الهدوء والديمقراطية والسلام في سويسرا، ماذا قدمت؟ ساعة الواق واق!».

اعترض كثيرون على تلك الجملة بداعي أنها تشجع على الشر. لكن أحداً لم يستطع أن يحدد قائلها الأصلي. البعض قال إن صاحبها هو أورسون ويلز نفسه، قد خرج على النص. وبعض آخر ذكر أنه لا يمكن إلا أن يكون القائل عبقرياً مثل غراهام غرين. لكن الرجل نفى أن يكون قد قال، أو كتب، مثل هذا الكلام. وفي رواية أخرى، أن الذي قال الجملة، أو شيئاً شبيهاً بها، هو الدوتشي موسوليني نفسه. غير أن العودة إلى كل ما قال وتقوَّل، لم يرد فيه شيء من هذا القبيل.

وقال أورسون ويلز في محاولة الوصول إلى حل، إنه كرر تلك الجملة لأنها تناهت إليه من مسرحية هنغارية. ثم تبيَّن بعد بحث، أن المسرح الهنغاري براء. هنا تدخّل المؤرخ البريطاني آي. جي. تايلور: صاحب القول هو الرسام جيمس ويسلر.

وما دام الأمر قد أُوضح، فلا بدّ من إيضاحات أخرى متعلقة بالموضوع:

أولاً، سويسرا لم تعرف 500 عام من الديمقراطية والسلام، بل 300 عام من الحروب والقتال.

وثانياً، لم تكن تلك جرداء خالية من العباقرة وإنما أعطت العديد منهم.

كل ذلك ليس مهماً، المهم أنه في هذا العصر لم تعد السينما تقدم أفلاماً مثل «الرجل الثالث»، أو ممثلين مثل أورسون ويلز. لا تزال طبعاً تقدم الروائع. لكن مقياسها الحالي أفلام من نوع «أولاد رزق» الذي استقبله معظم النقاد بالتمجيد. وأصيب الزميل حمدي رزق، بسببه، بعسر الهضم. لأنه تقليد لأفلام العنف والرعب الأميركية، وكله «تكسير بتكسير». ومع ذلك، فقد كسر، خلال أيام، جميع أرقام الدخل. أولاً نكاية بالزميل الساخر، وثانياً، بالمحبّر الذي لا يزال يعيش في زمن أورسون ويلز، بينما صار الفن ساعة الوقواق.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ساعة الواق واق ساعة الواق واق



GMT 09:33 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

ترتيبات استقبال الإمبراطور العائد

GMT 08:36 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مجدي يعقوب والعطاء على مشارف التسعين

GMT 07:59 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

هل مسلحو سوريا سلفيون؟

GMT 07:58 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

عند الصباح

GMT 07:57 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أزمة الغرب الخانقة تحيي استثماراته في الشرق الأوسط!

GMT 07:56 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

القرضاوي... خطر العبور في الزحام!

GMT 07:54 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مخاطر الهزل في توقيت لبناني مصيري

GMT 07:52 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

لعنة الملكة كليوباترا

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:52 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

ميس حمدان تصرح الظهور كضيفة شرف لا ينتقص من مكانتي الفنية
  مصر اليوم - ميس حمدان تصرح الظهور كضيفة شرف لا ينتقص من مكانتي الفنية

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 00:03 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

بايدن يُكرم ميسي بأعلى وسام في أمريكا

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 13:37 2020 الأحد ,24 أيار / مايو

الفيفا يهدد الرجاء المغربي بعقوبة قاسية

GMT 12:48 2020 الثلاثاء ,19 أيار / مايو

أسعار الذهب في مصر اليوم الثلاثاء 19 مايو

GMT 16:51 2020 الثلاثاء ,31 آذار/ مارس

إصابة طبيب رافق بوتين في جولة "فيروس كورونا"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon