توقيت القاهرة المحلي 20:16:08 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فينعِق!

  مصر اليوم -

فينعِق

بقلم - سمير عطا الله

بين عام وآخر، أو أكثر، أطَّلِع، بالمصادفة المجردة، على شتيمة من الشتائم اليومية التي يجهد في كتابتها عليّ شخص يبدو أن لا عمل آخر لديه. مهما كتبت، له تعليق يستنكرني. وهو يثير شفقة الذين يعلقون عليه، هواة البطالة، وتنابل السلطان. ولا شأن لي في ذلك؛ لأن الوقت، ساعة، أو دقيقة، أو ثانية، أثمن بكثير من أفكار وآراء ومواقف الفاشلين. صغيرهم وموصوفهم.

آخر هذه الهجمات - حسب معرفتي - أنني كنت أؤيّد أحداً ما، وأصبحت ضده. ولَعمري، كما كان يقول الراحل رشيد كرامي، ما هذا الإطراء الرائع يا عمّاه. هذا يعني أنني لا أكتب عن الأصنام ولا عن كهنتها، ولا عن عبادتها. ما أجمل أن يولد الإنسان حراً، وحراً يبقى. وأن يكون له في الحياة هدف واحد، وقاعدة واحدة: الإنصاف أو الحقيقة. يتغير مع الحق ويختار الإنصاف. ويمتلك على الدوام شجاعة الإقرار بالخطأ. هنا، الشجاعة في القناعة. شجاعة الإنسان، والأخلاق، واحترام النفس. هذا خيار. الخيار الآخر هو أن يولد الإنسان وفيه طبيعة الحسد والحقد والشتم.

وأن يعيش حياته شتاماً لا يعثر على كلمة حسنة واحدة يقولها في حق أحد، أو شيء، أو فصل الربيع. الحمد لله أن هذه الفئة من الناس فصيل قليل، أو نادر. أين يمكن أن تعثر على مخلوق يشتم رجلاً واحداً كل يوم؟ طوال عقد، ثم عقدين، ثم امنحه، اللهم، القوة والقدرة على المثابرة للأيام التالية، فقد يتحول مع الوقت إلى رمز من رموز «الطاقة الحقدية». أو قد تعطيه «غينيس» الرقم القياسي في الكتابة عن هاجس واحد. هذه ليست مسألة بسيطة حتى في عالم العقد النفسية المعروفة بعقدة «المرآة». هذه شرحها أن صاحبها يبدأ نهاره بالتطلع في المرآة، فيرى فيها سيرة غراب أمضى حياته ينعِق. يرى حقلاً جميلاً من القمح، فينعق، ويرى بحيرة جميلة، فينعق. ويمر بسرب من البجع الرائع، فلا يعرف كيف يلقي التحية، فينعق.

مؤسف أنني لا أستطيع أن أفعل شيئاً في هذا الأمر. حتى والده لم يستطع. فقد كان رجلاً وسيماً رضياً أنيقاً طيباً خلوقاً ناجحاً. عمله إقامة العلاقات الحسنة بين الناس. سبحان الله!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فينعِق فينعِق



GMT 19:51 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الموازنة والـمئة دولار !

GMT 09:00 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

هل مع الفيروس الجديد سيعود الإغلاق؟

GMT 08:25 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

التغيير في سورية... تغيير التوازن الإقليمي

GMT 08:24 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

هذه الأقدام تقول الكثير من الأشياء

GMT 08:23 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أحاديث الأكلات والذكريات

GMT 08:23 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

كبير الجلادين

GMT 08:21 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

سوريا... والهستيريا

GMT 08:20 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

جرعة تفاؤل!

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله
  مصر اليوم - إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 19:55 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025
  مصر اليوم - أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 23:00 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قواعد الإتيكيت الخاصة بشراء الملابس

GMT 12:07 2018 الجمعة ,05 تشرين الأول / أكتوبر

الجبلاية تستقر على خصم 6 نقاط من الزمالك

GMT 17:18 2021 الخميس ,26 آب / أغسطس

أشهر مميزات وعيوب مواليد برج العذراء

GMT 23:49 2020 السبت ,12 كانون الأول / ديسمبر

ملخص وأهداف مباراة الزمالك والمقاولون العرب في الدوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon