توقيت القاهرة المحلي 22:45:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مظليّو بوتين في كازاخستان

  مصر اليوم -

مظليّو بوتين في كازاخستان

بقلم - سمير عطا الله

المشاهد جميعها مألوفة؛ تماثيل «القائد» تتحطم في المدن. المتظاهرون يحتلون المؤسسات، والشرطة تطلق النار و«تقتل العشرات» وفقاً للبيان الرسمي. التماثيل كلها لرجل واحد طبعاً، وبينها واحد مصنوع من الذهب، من أعلى إلى أخمص. أو العكس. وصاحبه هو نزارباييف، رئيس كازاخستان الشيوعي، ومن ثم رئيسها الرأسمالي، وحاكم ثروتها النفطية الكبرى. بعد 30 عاماً من الحكم المباشر قرر نزارباييف الانتقال إلى الحكم غير المباشر، وترك للشعب أن ينتخب السيد قاسم جومارت توكاييف. غير أن النفوذ الحقيقي ظل لبنات نزارباييف الثلاث، وكذلك الثروة وفيلات سويسرا وجنوب فرنسا ولندن ونيويورك. الأيام الماضية اهتزت الصورة قليلاً في تاسع أكبر بلد في العالم، وجار الصين وروسيا معاً. وسرعان ما «طلب» توكاييف المساعدة من الرئيس بوتين. والأرجح أن بوتين أرسل المساعدة قبل وصول الطلب من أجل «إعادة الاستقرار» إلى كبرى دول آسيا الوسطى.
لا يطيق بوتين فكرة الفوضى في الجوار. ولا تحتمل روسيا علاقة مضطربة مع جار آخر بعد أوكرانيا. والأسوأ أن تشعر أن هذه حركات مدبرة، أو مؤيدة، من المستر جو بايدن، الذي لم يقطع الحوار مع بوتين، لكنه يصر على مخاطبته بلهجة فوقية.
الثروة النفطية تجعل كازاخستان أكثر أهمية من سواها. وكذلك الثروات الطبيعية الأخرى. في بلد شاسع ومغلق في وقت واحد، لا ميناء فيه. ولذا لا وقت لدى أحد للحفاظ على المظاهر الديمقراطية. وكما لم يتردد بوتين في دعم الجار الآخر ألكسندر لوكاشينكو في الإبقاء على نظامه الديكتاتوري، هكذا يسارع إلى العمل بالنسبة إلى الجار الآسيوي. ديكتاتور أوروبي وديكتاتور آسيوي، والمصادفة الثالثة، بلدان مغلقان برياً. ونظامان من الإرث السوفياتي. وما يكتب الآن في صحف أوروبا، حتى الصحف الروسية الليبرالية، ليس سوى حبر على الورق.
هناك كثير مما يذكِّر بـ«ربيع براغ» 1968 عندما ذهبت قوات حلف فرصوفيا لقمع حركة التمرد في تشيكوسلوفاكيا. ومشهد المظليين الروس الآن في كازاخستان، إلى جانب مظليين من 5 دول أخرى من «منظمة التعاون الأمني» لا يختلف كثيراً. ومن الواضح أن «المنظمة» مجرد غطاء رسمي للاستراتيجية الروسية الكبرى؛ خصوصاً ما كان يسمى في الماضي «نطاقها الحيوي». وبدا ظل بوتين واضحاً في الإجراءات التي اتخذها الرئيس توكاييف في الداخل من عمليات عزل، أهمها وأبعدها انعكاسات مستقبلية، إقالة نزارباييف من عضوية لجنة الطاقة العليا. المسألة أكثر من عضوية وأكثر من لجنة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مظليّو بوتين في كازاخستان مظليّو بوتين في كازاخستان



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اتفاقية بين مصر وموانئ دبي العالمية لتطوير منطقة حرة عامة

GMT 19:17 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

التشكيل الرسمي لمباراة إنبي والبنك الأهلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon