توقيت القاهرة المحلي 09:24:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حوتب يصف شيخوخته

  مصر اليوم -

حوتب يصف شيخوخته

بقلم :سمير عطا الله

تتشابه مراحل العمر مثل تشابه الفصول في الدهر. بضع علامات فارقة، وكل الأحياء سواء. والأشياء سواء أيضاً، والعصور تلد العصور ثم تنساها في الزمان. ويصارع الإنسان بكل قدراته كي يبقى شيء منه، فيترك للآتين بعده، علامة تذكِّرهم به. كتابة على جدار. هرم ينتظر فيه موعد العودة إلى الحياة. أعمدة قلعة بناها كي تحميه من أهل القلاع الأخرى.
أتابع الدكتور زاهي حوّاس في كتاباته المثيرة عن مصر، والآن عن الغوص في تاريخ السعودية القديم، لكي أمتّع النفس «بالجديد» فيها. كيف يشبه إنسان اليوم إنسان الأمس. والمفارقة التي تعرفت إلى عالم الآثار الشهير ليس في مصر، وإنما في أحد المراكز التجارية في مدينة واشنطن. كان أحد المحال يملأ واجهته الزجاجية بصور حواس يعتمر القبعة (الكاوبوي) التي اشتهر بها في العالم تحت اسم «إنديانا جونز». ومنذ ذلك الحين وأنا أتابع الباحث بلا تعب في أغوار التاريخ.
فلم تسحر مصر الفرعونية حواس وحده. وحتى اليوم كلما دق معول في أرض مصر كشف عن شاهد آخر على التاريخ. ثمة جانب آخر لم أكن أعرف عنه من ذلك التاريخ. إنه الآثار الأدبية التي تولتها بعناية وافتتان الدكتورة ميرفت عبد الناصر.
ولكي تعرف مدى التشابه في الناس وفي العصر وفي مراحل الأعمار اقرأ ماذا نقلت الطبيبة المصرية عن «حكيم سقارة» «بتاع حوتب» عن الشيخوخة، التي سماها ديغول غرقاً دائماً. ويقول الرئيس الفرنسي الآخر جيسكار ديستان، إنه أفاق ذات يوم ووقف أمام المرآة، فلم يرَ سوى تجاعيد وإنسان لا يعرفه.
حوتب، أكثر بلاغة ودرامية في وصف المشهد، كما نقلته الدكتورة ميرفت عبد الناصر: «ظهرت التجاعيد من حولي، وأصابني الكبر. وأصبحت كثير النسيان أنفي يجاهد أنفاسي، في تنسم الهواء، وعظامي لا تكف عن إبلاغي، بأن الألم يسكن في قيامي وقعودي، أما أنت يا صغيري، فأنا أرى فيك عكازي، خذ بيدي، وخذ أيضاً مكاني، واعطني أذنك لأحكي لك الذكريات وحاول أن تستمع إليّ. فالجاهل الحقيقي من يجهل نعمة الإصغاء، ولا يعرف أهمية الكلام، هؤلاء يموتون وهم أحياء، وأنا يا بني أريد لك المعرفة، فهي روح الحياة، وصناعة الكلام أصعب من أي حرفة أخرى. احترس منها ومن الأيام، وإن أصبحت عظيماً، لا تنسَ حالك في زمن فات. وعندما تصبح رجلاً اجعل العقل مرشدك، وابحث لنفسك عن بيت صغير، وزوجة تحبها من قلبك، املأ قلبها بالفرح، لكي تكون لك حديقة ورد».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حوتب يصف شيخوخته حوتب يصف شيخوخته



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء

GMT 18:05 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خالد جلال يُعلن قائمة البنك الأهلي لمواجهة انبي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon