توقيت القاهرة المحلي 08:26:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الراعي ينقذ الكوكب

  مصر اليوم -

الراعي ينقذ الكوكب

بقلم:سمير عطا الله

في أكتوبر (تشرين الأول) 1962 مرّ هذا الكوكب وأهله بأقرب لحظة إلى الدمار النووي التام. وقفت الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي في مواجهة بعضها البعض فوق جزيرة كوبا، وفي «خزان» كل منهما رؤوس نووية لمحو الكرة الأرضية مياهاً ويابسةً.

السبب أن موسكو حوّلت الجزيرة الجميلة المحاذية للساحل الأميركي إلى قلعة ذرية. 82 باخرة قامت بـ135 رحلة إلى هافانا تحمل الأسلحة، و42 ألف جندي. قرر الرئيس جون كيندي ضرب حصار على بلاد الزعيم فيدل كاسترو، الذي يهدد بنقل النموذج الشيوعي إلى أميركا اللاتينية برمّتها.

كانت الأخبار تصل إلى الخارج من الإعلام الأميركي المهيمن عالمياً. ومن خلاله تبدو صورة الزعيم السوفياتي نيكيتا خروشوف مجرد راعي مواشٍ سابق، خشن الطباع. الآن نعرف من الوثائق السوفياتية أن الراعي الخشن هو الزعيم الطيب الذي أنقذ العالم. بينما أصر كيندي على المواجهة حرصاً على كرامة أميركا، قال الراعي لمساعديه: الكرامة في الحياة والأمان. اذهبوا إلى النوم.

الجديد الذي نعرفه في تلك الذكرى أن الأكثر عناداً وحدّةً ومجازفةً بين الزعماء الثلاثة، كان فيدل كاسترو. كان يلح على السفير السوفياتي لإقناع خروشوف «بتوجيه ضربة قوية» إلى أميركا. ولما ازداد إلحاحه سأله السفير: «تقصد أن نوجه لها ضربة نووية»، عندها تراجع كاسترو قائلاً: «بل أقصد ضربة قوية جداً».

ما بين موسكو وواشنطن وهافانا، تلاحقت الأحداث بالدقائق. وكان رمز الثورة العالمية تشي غيفارا يشجع كاسترو على تحفيز السوفيات. وبناءً على إلحاح كاسترو، كان السفير السوفياتي ألكسييف ألكسي يبعث إلى خروشوف الرسالة تلو الأخرى، مستمداً قوته من الدعم الشعبي الهائل الذي أظهره الكوبيون لزعيمهم. وقد ازداد هذا التأييد بعدما شعر الناس بالإهانة من الطائرات الأميركية التي تخرق جدار الصوت في سماء الجزيرة.

اشتدت الأوتار في كل العواصم. وروى وزير الدفاع الأميركي روبرت ماكنمارا فيما بعد أنه دخل إلى غرفة نوم تلك الليلة، وفي اعتقاده أنه لن يستيقظ في اليوم التالي، ولا العالم أيضاً. لكنَّ إشارةً جاءت تلك الليلة من موسكو إلى العواصم: أليس من الأفضل للجميع أن نبقى أحياء؟

في كتابه «قادة» يخصص ريتشارد نيكسون فصلاً لندّه السوفياتي. ويأخذ على خروشوف أنه بدأ حياته راعياً. والعالم مدين لهذا الراعي في حقول أوكرانيا.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الراعي ينقذ الكوكب الراعي ينقذ الكوكب



GMT 06:02 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 05:58 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 05:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 05:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 05:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 05:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 05:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء

GMT 18:05 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خالد جلال يُعلن قائمة البنك الأهلي لمواجهة انبي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon