توقيت القاهرة المحلي 09:03:38 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المأزلة الكبرى

  مصر اليوم -

المأزلة الكبرى

بقلم :سمير عطا الله

آخر الأحداث الكبرى هذا العام، كان من دون شك، التحول المذهل في أفغانستان، ومن ثم إعلان السيد أمر الله صالح نائب الرئيس أشرف غني أنه (أي أمر الله صالح) لا يزال الرئيس الشرعي للبلاد. بالتوفيق. فهي مهمة غير سهلة. تكثر في الحالات القصوى، القصص التي تختلط فيها المأساة المبكية بالمهزلة المضحكة، ولنسمها، للاختصار؛ «المأزلة» دمجاً بين حالتين متناقضتين.
وشهد العام الراهن أحداثاً عدّة، بعضها عادي روتيني، مثل انتخابات الرئاسة في أميركا، وقانون التمديد لفلاديمير بوتين حتى العام 2036 (ابتداءً من هذا العام، وليس منذ توليه في 7 مايو - أيار 2000). وبدأ خروج بريطانيا من ضلعها الأوروبي، ووقع في مرفأ بيروت ثالث أكبر انفجار غير نووي في التاريخ، وأعلن البنك الدولي أن ثلث اللبنانيين ينامون بلا عشاء، وأن لبنان يشهد ثالث أسوأ أزمة اقتصادية في العالم منذ القرن التاسع عشر.
الحدث الأكثر أهمية في التاريخ قد يحدث فيما تقرأ جنابك هذه السطور (وسَّع الله عليك) ويخرج الرئيس المكلف نجيب ميقاتي من قصر بعبدا ليعلن أنه اتفق مع رئيس الجمهورية، على وزراء الداخلية والشؤون والبلديات وشؤون الرئاسة والزراعة.
أما كيف استطاع نجيب ميقاتي أن يقنع رئيس الدولة وحامي دستورها بأن الوقت قد حان لأن يرى لبنان حكومة تمثل طموحاته (الرئيس) وحرصه (الرئيس) على الميثاقية، فأمر يعود على الأرجح إلى ما عرف عن الرئيس الميقاتي من البال الطويل والصبر الجميل.
سوف تسأل نفسك؛ كيف يعقل لبلد فَقَدَ كل عناصر الحياة الطبيعية، أن يستدعي رئيسه، أكثر من 30 مرة، الرؤساء المكلّفين، من دون الاتفاق معهم على تشكيل حكومة؟ أين يا ترى العلّة، أو مجموعة العلل، التي حالت دون ذلك؟ وهل يحتمل وطن، أو دولة أو شعب مثل لبنان، وهو ينوء بأثقل أحماله ومآسيه التاريخية، 30 زيارة من الرئيس المكلّف إلى الرئيس المحلّف، بحثاً عن حقيبة أو حقيبتين ونصف حقيبة؟!
فيما البحث جارٍ في بعبدا أعدّ سراً أهم حدث في آسيا منذ انتقال الصين إلى الحكم الشيوعي. وانقسام الهند، ثم انقسام باكستان. وما زال الرؤساء المكلفون «يستدعون» (بالحرف، كما حدث غير مرة) إلى القصر الجمهوري للبحث في حقيبة أو حقيبتين. سيادية وعادية، حكومة تليق بالإصلاح والتغيير ومحاربة الفساد، في بلد لم يبقَ فيه شبر لم يقصفه الفساد والفاسدون.
هل هذه «المأزلة» مسؤولية رئيس الجمهورية؟ أبداً. إنها مسؤولية الرؤساء المكلفين، الذين يقبلون على أنفسهم ويرتضون لمن يمثلون، ولموقع الكرسي الذي يشغلونه، الذهاب إلى القصر الجمهوري أكثر من 3 مرات للبحث في موضوعات لا قيمة لها. ليست مرونة أن يُستدعى الرئيس المكلف 20 مرة إلى لدن رئيس الجمهورية، خلافاً لكل دستور وميثاق، بل هي قبول بإهانة شخصية ووطنية. ولا شيء يساوي الكرامة، فردية أو جماعية. وإذا لم يستطع رئيسا الجمهورية والحكومة الاتفاق في اجتماعين أو 3 اجتماعات (عمرها ما كانت). ثمة وطن أغلى كثيراً من اللعب السقيم بحياة الشعوب.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المأزلة الكبرى المأزلة الكبرى



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء

GMT 18:05 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خالد جلال يُعلن قائمة البنك الأهلي لمواجهة انبي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon