توقيت القاهرة المحلي 17:06:06 آخر تحديث
السبت 18 كانون الثاني / يناير 2025
  مصر اليوم -
أخبار عاجلة

مرحباً... في أي حال

  مصر اليوم -

مرحباً في أي حال

سمير عطا الله
بقلم : سمير عطا الله

كنا نعرف هذا النوع من المشاعر بالحزن، أو الكآبة، قبل شيوع اسمها العلمي، الاكتئاب! ويكون الحزن غامضاً وجميلاً أحياناً، كما كان يقول دوستويفسكي، سيد تحليل النفس البشرية الضعيفة. أحياناً نعرف لماذا، وأحياناً لا نعرف لماذا يخامرنا الشعور بالحزن. وهذا الصباح شرحت لنفسي سبب هذه الكآبة، كما في عنوان فرنسواز ساغان الشهير، «صباح الخير أيتها الكآبة».
لقد انتبهت إلى أنه رغم مرور 22 عاماً، لا علاقة لي بهذا القرن. كل الأغاني التي أحبها من القرن الماضي. كل الأدب الذي أحبه من القرن الماضي وما قبل. جميع الصحافيين الذين أُعجبت بهم من القرن العشرين. جميع الشعراء شرقاً وغرباً. جميع الرسامين. جميع الممثلات والممثلين. علاقتي بهذا القرن ليست إلاّ مداراة من جهته ومن جانبي. اسم روائي من هنا، أو مقال جيد من هناك. وحتى هذه اللحظة لم يستطع «كليب» واحد أن يساوي عندي دقيقة من زمن الإذاعة والحنجرتين الوحيدتين، أم كلثوم وفيروز. ومرت السنون عقوداً ولم تحلّ نجمة محل أودري هيبورن، ولا حل ممثل محل لورانس أوليفيه ودوره في فيلم «الشقيقة كاري»عن رواية درايزر.
جميع من أحببت وأُعجبت بهم أصبحوا بعيدين في الذاكرة. عندما أفتقد أكلة ما، أحنّ فوراً إلى «عروس مربى السفرجل» التي كانت تعدّها أمي. وأحياناً لم يكن لدينا سواها في أي حال.
هل هذا تخلف؟ أن يكون كل شيء جميلاً في الماضي؟ حتى الحواس؟ حتى الحماس؟ لا شيء يبعث فيك شغف انتظار موعد أو حصول مفاجأة. أإلي هذا الحد تتساوى الأشياء عندما يبتعد الماضي ويذر نفسه في الهواء؟
منذ زمن طويل أحاول الانتماء إلى العصر الذي أنا فيه. فقط، تقريباً، جريدة الصباح. و«صباح الخير يا كآبة». يحزنني أن لا أم كلثوم أخرى ولا فيروز، ولا «لملمت ذكرى لقاء الأمس بالهدب». يحزنني أنه لم يعد هناك نزار يكتب لنا، إيضاح الحب موته. يؤسفني أن في كل مطالعات تركي الدخيل في شغفه الشعري لم تصل إلى هذا القرن بعد.
ما يعزّي طبعاً، أن هذه حالة خاصة. طوابير وقوافل وجحافل دخلت سعيدة هذا الحاضر من كل أبوابه ونوافذه. وعلى إيقاع وألوان «الكليب». وإذا من خيار طبيعي فإن على المتخلفين اللحاق سريعاً بالزمن الحالي لأن الماضي أصبح استحالة، كلما استعيد، عاد محزناً لا مذهلاً وبديعاً ومدهشاً كالانتظار، أو رائعاً كالمفاجأة. لا هذا ولا تلك. جفاف على الضفتين. وشعور غامض بحزن جميل كما روى دوستويفسكي في «ليال بيضاء» حين تدق الساعة العاشرة عند جسر سانت بطرسبرغ.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مرحباً في أي حال مرحباً في أي حال



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 09:10 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

أحلام بإطلالات ناعمة وراقية في المملكة العربية السعودية

GMT 03:01 2021 الخميس ,28 كانون الثاني / يناير

فرنسي يحول نفسه إلى "كائن فضائي أسود"

GMT 05:45 2020 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على أسباب خطورة المناديل المبللة على البشرة

GMT 10:40 2020 الخميس ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

قفزة في نمو الاقتصاد البريطاني بنسبة 15.5%

GMT 19:24 2020 الثلاثاء ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

البورصة المصرية تربح 9.5 مليارات جنيه

GMT 22:56 2020 الخميس ,10 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تغلق التعاملات على ارتفاع

GMT 19:47 2020 الخميس ,10 أيلول / سبتمبر

أسعار النفط مستقرة رغم مخاوف الطلب
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon