توقيت القاهرة المحلي 23:14:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مدن الصيف: شعبان برلينان

  مصر اليوم -

مدن الصيف شعبان برلينان

بقلم:سمير عطا الله

بعد الحرب العالمية الثانية تقاسم المنتصرون ألمانيا إلى قسمين: غربها إلى الأميركيين وبريطانيا وفرنسا، وشرقها إلى الاتحاد السوفياتي. وقسمت العاصمة برلين إلى غربية وشرقية، وأصبحت أهم نقطة نزاع وتوتر بين الحلفاء السابقين أنفسهم، أي بين الرأسمالية والشيوعية. أوائل الستينات، لم يكن يمر يوم في صحف العالم من دون نبأ عن برلين.

فإذا كنت صحافياً ناشئاً، وتبحث عن موضوع تشتهر به، إلى أين تذهب؟ طبعاً، إلى برلين. فالمدينة رمّدت العالم وترمَّدت معه. تغمرك بالمواضيع غمراً، وخصوصاً الرومانسي منها. كما كانت تمنحك نوعاً من الأهمية السريعة. فأنت لا تراسل جريدتك من سرايا بيروت، بل من باريس وبرلين. صحيح أن الحرب العالمية انتهت، لكن حرباً باردة تذهل العالم: شعب ألماني واحد، يبدع هنا ويتخلف هناك. يزدهر في الغرب، وفي الشرق يفتقر ويعمل بنظام الإعاشة.

لعل أفظع عنوان للصراع، الفارق الصناعي ضمن شعب يعتبر الأكثر تقدماً صناعياً في العالم. وإذا شئت عنواناً واحداً للفارق، فقد كان تلك السيارة الصغيرة المضحكة التي أطلق عليها اسم «ترابانت». تشبه صندوق تفاح، أكبر منه بقليل، لا تصميم، لا ذوق، لا لون، لا شيء، لكن لها عجلات ومقاعد و«سارية، والله راعيها».

عندما كنت تَعبر برلين الغربية إلى الشرق، كأنك عبرت عصرين وعالمين: تترك خلفك، في خطوة واحدة، عالم «المرسيدس» و«الأوبل» و«الفولكسفاغن». وتطالعك، بسعادة أرتال «الترابانت» بكل هدوء ومن دون «مزامير» لأن «الزمور» إضافة لا ضرورة لها.

عندما تعبر ذلك الجسر تشعر برهبة نفق بلا نهاية: شرطي ألماني عند هذا الطرف، وشرطي ألماني عند الطرف الآخر. لغة واحدة وخبرة مختلفة تماماً. سبحان الله، ماذا يمكن أن تفعل الحروب في شعب واحد. هنا أو في كوريا، أو في الصين. فقط ارسم خطاً فاصلاً واترك الباقي للنفس البشرية.

عليك أن تفهم منذ اللحظة الأولى أنك غير مرحب بك في الشرق. ليس لأي سبب شخصي إطلاقاً، وإنما لضيق المكان. ألا ترى كيف صممت «الترابانت»؟ صحيح، العياذ بالله. ولكن أليس من الأفضل شيء مثل هذا، على لا شيء، أو «ترابانت»، أصيلة حبوبة على سيارة «لادا» التي نقلها الاتحاد السوفياتي عن شركة فيات. ومن أجل الحصول على «ترابانت» أو «لادا»، عليك أن تنتظر 10 أو13 عاماً.

عندما أسقط جدار برلين شعرت أنني معني بالأمر. لا، لم أكن جاهلاً في تلك الأيام. وإلا لما أقبلت على نصف ما أقدمت عليه في ديار الصحافة.

إلى اللقاء..

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مدن الصيف شعبان برلينان مدن الصيف شعبان برلينان



GMT 21:16 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

ظاهرة إيجابية بين الأهلى والزمالك

GMT 09:33 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

ترتيبات استقبال الإمبراطور العائد

GMT 08:36 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مجدي يعقوب والعطاء على مشارف التسعين

GMT 07:59 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

هل مسلحو سوريا سلفيون؟

GMT 07:58 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

عند الصباح

GMT 07:57 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أزمة الغرب الخانقة تحيي استثماراته في الشرق الأوسط!

GMT 07:56 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

القرضاوي... خطر العبور في الزحام!

GMT 07:54 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مخاطر الهزل في توقيت لبناني مصيري

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 20:01 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أنغام تطلق فيديو كليب «تيجي نسيب» بتقنية Dolby Atmos لأول مرة
  مصر اليوم - أنغام تطلق فيديو كليب «تيجي نسيب» بتقنية Dolby Atmos لأول مرة

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 09:57 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

دليل بأهم الأشياء التي يجب توافرها داخل غرفة المعيشة

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 10:52 2024 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

GMT 10:12 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

أبرز 5 ضحايا لهيمنة ميسي ورونالدو على الكرة الذهبية

GMT 09:36 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الدلو

GMT 01:58 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الكهرباء

GMT 10:39 2024 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

أبوظبي وجهة مثالية لقضاء العطلة في موسم الشتاء الدافئ

GMT 03:57 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

8 منتخبات عربية في صدارة مجموعات تصفيات كأس العالم 2026

GMT 05:40 2019 الثلاثاء ,19 آذار/ مارس

ديكور منزل هيفاء وهبي في بيروت يخطف الأنفاس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon