توقيت القاهرة المحلي 14:36:02 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مدن الصيف: العود العربي والجنون اليوناني

  مصر اليوم -

مدن الصيف العود العربي والجنون اليوناني

بقلم : سمير عطا الله

بدأت الستينات حول العالم مع ظاهرة سينمائية سميت «زوربا اليوناني»، الذي قام بأداء شخصيته أنطوني كوين أشهر ممثلي المرحلة.

كان أداء كوين مذهلاً لدرجة أن الناس ظنته يونانياً فعلاً (مكسيكي الأصل). وطغت صورته صعلوكاً على صورته بطلاً. وفي غمرة نجاح الفيلم، نسيت الناس أن تقرأ الرواية نفسها، أو أن تعرف شيئاً عن صاحبها. تعرفت فيما بعد على عائلة سافالاس التي سوف تقدمني، بما يشبه الدروس، إلى كل ما هو يوناني. وتبدأ تلك المرحلة بكبير شعراء اليونان ومترجميها وروائييها، نيكوس كازانتازاكيس.

بدأت قراءة كازانتازاكيس من آخر أعماله، «تقرير إلى يوناني». ومن ثم لم أَسْتَثْنِ، أو أُهْمِلْ، أي عمل من أعماله، حتى أصبح في إمكاني الزعم أنني متخصص بها، لا سيما أنها ظلت مهملة في العالم العربي، ولم يُترجم منها سوى القليل، بحيث ظلت صورة زوربا الساحرة والمهرجانية هي الطاغية على كل شيء آخر، يزيد في سحرها وانتشارها حول العالم، الموسيقى التي وضعها لها، ميكيس ثيودوراكيس، الأكثر عذوبة في تاريخ «البوزوكيا»، أو البزق اليوناني، الذي هو مزيج من «العود» العربي والأساطير اليونانية.

«زوربا»، مثل جميع أعماله، يدور كل شيء في مدينته هيراكليون. لذلك، قلت لزوجتي ذات صيف، لا بد من هيراكليون. وإن «طال السفر». تيمناً بقول الإمام الشافعي الشهير «لا بد من صنعاء وإن طال السفر». وكلما خطر لي استعادة البيت، أتجنب ذلك، لأنَّ هناك من يضيف الهمزة إلى «صنعا» خطأً، ولو فعلت وأضفتها لاختلَّ وزن البيت. وهو ليس من الحكمة.

لنعد إلى هيراكليون، وملاعب صبا زوربا. لا مكان له حقاً. الكنيسة منعت دفنه داخل أسوار المدينة، فدفن في قلب السور من دون إشارة. هذا فيما يتعلق بالجثمان. أما الأثر الأدبي ففي كل مكان من العالم، خصوصاً ما كتبه عن مصر وفلسطين وحبه لهما. ومن هيراكليون كان يتطلع قبالته «ويرى البحر الليبي».

إلى اللقاء...

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مدن الصيف العود العربي والجنون اليوناني مدن الصيف العود العربي والجنون اليوناني



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:52 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

ميس حمدان تصرح الظهور كضيفة شرف لا ينتقص من مكانتي الفنية
  مصر اليوم - ميس حمدان تصرح الظهور كضيفة شرف لا ينتقص من مكانتي الفنية

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 00:03 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

بايدن يُكرم ميسي بأعلى وسام في أمريكا

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 13:37 2020 الأحد ,24 أيار / مايو

الفيفا يهدد الرجاء المغربي بعقوبة قاسية

GMT 12:48 2020 الثلاثاء ,19 أيار / مايو

أسعار الذهب في مصر اليوم الثلاثاء 19 مايو
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon