توقيت القاهرة المحلي 20:55:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المرأة التي أحبها بوتين

  مصر اليوم -

المرأة التي أحبها بوتين

بقلم:سمير عطا الله

يعيد فلاديمير بوتين، الباحث عن الأراضي الإمبراطورية القديمة، إلى ذاكرة المؤرخين حكاية الأميرة الألمانية صوفيا، التي سوف تتزوج القيصر بطرس الثالث، وتتخذ لنفسها الاسم الروسي أي كاترينا (كاترين) الثانية، ولم تسمح بمناداتها «كاترين العظمى» إلا بعد وفاتها.
عظيمة حقاً كانت كاترين. لكن زواجها كان بائساً ودام فقط تسع سنوات، توفي القيصر بعدها في ظروف غامضة، وإشاعات التسمم. وكتبت في مذكراتها عن ليلة الزفاف عام 1745: «لقد ذهب سريعاً إلى النوم. واستمر الوضع كذلك طيلة السنوات التسع».
أمضت الأرملة وقتها في قراءة الفلاسفة والأدباء الكبار مثل فولتير، ومونتسكيو، وديدرو. وراسلتهم ودعتهم إلى الإقامة في قصر أرميتاج، الذي جعلت منه أكبر متحف للوحات الفنية في العالم.
أزاحت كاترين بطرس الثالث بالقوة. واستمر جلوسها على العرش 34 عاماً، أطول مدة تقضيها امرأة في حكم روسيا. ومضت دون كلل في تحديث البلاد، وفي توسيع الإمبراطورية، حتى أصبحت الأكبر على وجه الأرض.
كانت كاترين الثانية تستيقظ في الخامسة صباحاً كل يوم وتشرف بنفسها على تنفيذ المشاريع الصحية، وإقامة المدارس، ودور الأيتام.
رفعت رايات السلام مع أوروبا، وعند الحاجة خاضت الحروب بقسوة. وضمت القرم من العثمانيين، وعملت على تقسيم بولندا، ووسعت إمبراطوريتها مساحة 200000 ميل. وكانت تلك الحملات غالباً بقيادة رجال أُشيع أنهم مقربون جداً منها. وكان أحد هؤلاء غريغوري أورلوف، الذي ساعدها على الاستيلاء على العرش. أما أقوى «المفضلين» على الإطلاق فكان غريغوري بوتكمين، الذي تردد أنه تزوج من الإمبراطورة سراً. وقد تولى إنشاء أسطول ضخم على البحر الأسود، وفتح الطرق الاستراتيجية في جنوب الإمبراطورية.
يتطلع فلاديمير بوتين إلى القرن الثامن عشر ويرى زمناً إمبراطورياً مرصعاً. ويتطلع في القرن العشرين فيرى أن ميخائيل غورباتشوف هو المسؤول عن تفكيك تلك الإمبراطورية. ولا يخفي إعجابه بستالين، صاحب السمعة الأسوأ بين قادة روسيا، أباطرة وشيوعيين. وقد تداخل التاريخان الروسي والألماني على الدوام. ليس فقط في مرحلة كاترين، بل كانت ألمانيا هي من سهَّل دخول لينين إلى روسيا. والعلاقة بين موسكو وبرلين على أشد توترها الآن بسبب حرب أوكرانيا.
إنه التاريخ في لعبته المفضلة: حدود معرَّضة للاختراق كل مرة على نحو فريد. مرة ترسل ألمانيا أميرة مجهولة لتصبح أهم إمبراطورة، ومرة ترسل فلاديمير إيليتش لينين لقلب النظام القيصري.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المرأة التي أحبها بوتين المرأة التي أحبها بوتين



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 20:31 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

التعادل السلبى يحسم مباراة تشيلسي وايفرتون

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,19 أيلول / سبتمبر

رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان يصل إلى السعودية

GMT 11:41 2018 الثلاثاء ,17 تموز / يوليو

شيرين رضا تكشف سعادتها بنجاح "لدينا أقوال أخرى"

GMT 09:36 2018 الأحد ,01 تموز / يوليو

دراسة تنفي وجود "مهبل طبيعي" لدى النساء

GMT 10:26 2018 السبت ,07 إبريل / نيسان

" لفات الحجاب" الأمثل لصاحبات الوجه الطويل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon