توقيت القاهرة المحلي 16:35:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وداعاً سويد ما قبل

  مصر اليوم -

وداعاً سويد ما قبل

بقلم:سمير عطا الله

كانت الدول الاسكندنافية، النرويج والدانمارك، وغرتها السويد، رمز السلام والتقدم والرقي البشري. كذلك اختير النرويجي تريغفي لي أول أمين عام للأمم المتحدة، وأصبح السويدي داغ هامرشولد أشهر أمنائها بعد مقتله في مهمة سلام في الكونغو عام 1961.

أهم ما في هذه المجموعة الماسية كان الحياد الخارجي والازدهار الداخلي. وقد تمتعت على الدوام بأهم نظام ضمان اجتماعي في العالم. وكانت خالية تقريباً من الرشوة والفساد. وبسبب خلوها من المشاكل، حتى العاطفية منها، قيل إن معدلات الانتحار ارتفعت بين الشبان، من الملل. وشكّل الاسكندنافيون لسبب حيادهم شبه المطلق العديد الأكبر من قوة حفظ السلام الدولية. وعين السويدي غونار يارينغ مبعوثاً دولياً لتطبيق القرار 242 بعد حرب 1967، ورعت النرويج في عاصمتها ما سمّي «اتفاق أوسلو».
ثم حدث تغير كبير، ليس في اسكندنافيا، بل في العالم. قامت المشاكل واشتدت الحروب، وكثرت الاضطهادات، واعتلت الأنظمة، فأخذت الشعوب تترك بلدانها هرباً من الظلم والفقر وانعدام آفاق الحياة. ووجد الهاربون في هذا الملاذ عدلاً وبرداً ومساواة، وطبابة، وحرية، وتعليماً، بالمجان.
خاف بعض أهل البلاد من تأثير التغير السكاني على الحياة العامة، وطالبوا بالحد من استقبال المهاجرين. لكن القانون كان ضدهم، وكذلك الأكثرية التي اتهمتهم بالعنصرية والفاشية. وحذّر بعض السياسيين من أن استمرار تدفق الغرباء سوف يؤدّي يوماً إلى التصادم، بل وإلى الحروب الأهلية. وقال آخرون إن عدداً كبيراً من اللاجئين مزيَّف، يأتي بحثاً عن المساعدات المالية ولا تتوافر فيه شروط اللجوء. غير أن القانون ظل إلى جانب طالبي اللجوء.
في رسالة قبل أيام إلى «سبكتاتور» البريطانية من مراسلتها في السويد، أن الجريمة المنظمة التي يبسطها المهاجرون تغيِّر وجه البلاد. وأن مناطق بأكملها أصبح ممنوعاً على الشرطة دخولها. وإن معدل الجريمة اليومي في السويد يعادل نسبة الجريمة سنوياً في لندن.
جاء بعض المهاجرين ومعهم «قوانينهم». ومنها «سجن الشرف»، أي سجن الابنة أو الزوجة المشتبه بسلوكها. ومنها «ذبح الشرف»، أي أن يذبح الأب ابنته على عتبة المنزل، غير مهتم بأن جاره يغيب عن الوعي من منظر شراب التوت.
كل هذا ليس هو ما يقلق السويد. يقلقها أن الفساد والرشوة وسائر مظاهر السقوط دخلت المجتمع، خصوصاً من بوابة السياسيين. ويبدو أن بعض هؤلاء يخضع لنفوذ العتاة من المهاجرين. ويجنّد هؤلاء بصورة خاصة فتياناً دون الخامسة من العمر لأن القانون يعفيهم من المسؤولية. وهكذا لا يمر يوم واحد دون قتل بالتفجير أو بالرصاص. لم تعد السويد أكثر بلدان العالم أمناً وسكينة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وداعاً سويد ما قبل وداعاً سويد ما قبل



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon