توقيت القاهرة المحلي 17:35:27 آخر تحديث
  مصر اليوم -

افتحوا النوافذ

  مصر اليوم -

افتحوا النوافذ

بقلم:سمير عطا الله

كتب ف. إس. نايبول في القرن الماضي «عاش الأفارقة الكاريبيون في زمن عبودية المزارع في عالمين: كان هناك عالم النهار، وهو العالم الأبيض، وكان هناك عالم الليل، وكان ذلك العالم الأفريقي، عالم الأرواح والسحر والآلهة الكثيرين. وإذ يستعبدهم جميعاً الأبيض صاحب المزارع، يتصورون أنفسهم زعماء وسحرة وأطباء أعشاب. وينظر الأبيض إلى ذلك على أنه عالم خرافي طفولي، فيما يصر الأفريقي على أنه عالم الحقيقة».
كان نايبول هندياً من جزر الأنتيل، وقد منح نوبل الآداب (2001) لأعماله عن تلك الهوية المختلطة في مرحلة استعمارية طال زمنها وكثرت بشاعاتها. وصنعت تلك المرحلة الكثير من الأدباء «البيض» الذين ساهموا في الدفاع عن حرية الأفارقة أمثال غراهام غرين، ووليم فوكنر، وجان بول سارتر، أو الأدباء الأفارقة مثل سنغور، وفرانز كانون، صاحب القول الشهير افتحوا النوافذ النور سيزيد هواءه.
غريبة الأزمان كيف تمضي. كل تلك المراحل عايشناها وعشنا فيها. وخلالها قرأنا سنغور وسيزير وغراهام غرين. وكنا نقرأ في شيء من الولاء والعصبية «زنوج» أميركا.
فتحنا عيوننا على عالم يتغير في سرعة. عالم ليس النهار هو الأبيض ولا الليل هو الأسود. والذي أعاد فيه الألوان إلى حقيقتها الكتّاب والشعراء والمفكرون. من كتاباتهم ولد جومو كينياتا، وأحمد بن بلة، والحبيب بو رقيبة، وصنّاجة الشجاعة والسماح على مدى العصور السوداء والبيضاء وسائر الألوان نيلسون مانديلا.
لا شيء من هذا، اليوم. لا مزارع قصب وعبودية. حتى الرئيس في أميركا لم يعد من الضروري أن يكون أبيض مثل النهار. ونائبته يمكن أن تكون هندية اللون والجذور، مثل نايبول. لم يعد الشقاء قدرا في أميركا السمراء التي أصبح وزير دفاعها من أحفاد «العبيد» الذين شُحنوا إلى العالم الجديد مثل الماشية. لا يعني هذا أن عالمنا قد تغيّر وأن عنصرية اللون والعِرق والمعتقد قد انتهت. لكن ما بقي منها ليس على تلك الوحشية السابقة.
أفريقيا اليوم شريكة من شركاء الغرب. وقد تحتل المرتبة الآسيوية في وقت غير بعيد. ولم تعد آدابها حزناً وبكائيات وروائع محمد الفيتوري. وثمة قارة بأكملها خرجت إلى الحياة ليلها ليل ونهارها نهار مثل سائر البشر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

افتحوا النوافذ افتحوا النوافذ



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 09:08 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

لعبة Sea of Thieves تتوافر مجانا مع جهاز Xbox One X

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طائرة "مناحم بيغن" تتحول لفندق ومطعم

GMT 21:48 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

بالميراس يقترب من التعاقد مع دييجو كوستا

GMT 18:37 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

شركات المحمول تتجه لرفع أسعار الخدمات خلال 3 شهور

GMT 08:43 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة في ورطة بسبب "التقرير المفقود" بشأن "كورونا"

GMT 07:47 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

تطورات جديدة في واقعة الاغتصاب الجماعي لفتاة داخل فندق

GMT 00:41 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمر ربيع ياسين يكشف آخر كواليس معسكر منتخب مصر

GMT 12:05 2020 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

فيفا عبر إنستجرام يبرز نجوم مصر محليا وقاريا

GMT 07:41 2020 الخميس ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أسعار الفاكهة في مصر اليوم الخميس 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2020

GMT 01:42 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

بايرن ميونخ يعلن ضم موتينج ودوجلاس كوستا في أقل من نصف ساعة

GMT 22:56 2020 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تسريب جديد للمُقاول الهارب محمد علي "يفضح" قطر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon