توقيت القاهرة المحلي 06:24:47 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فوق الجميع

  مصر اليوم -

فوق الجميع

بقلم - سمير عطا الله

بعد وفاته بسنوات طويلة ظل فرنسيون كثيرون يدّعون أنهم رأوا نابليون. تكررت الظاهرة في بلدان كثيرة يوم اغتيال بشير الجميل، ادّعى كثيرون، حتى من أصدقائه، أنهم شاهدوه يغادر مكان الانفجار. حكايات كثيرة ترددت مع اغتيال جون كيندي وشقيقه روبرت. إلى سنوات قليلة مضت، ظل كثيرون يدّعون أنهم شاهدوا أدولف هتلر.

الزعيم الألماني ضرب الرقم القياسي في صناعة الأساطير وتصديقها. ولا تزال مئات الكتب تصدر كل عام عن مؤلفين وناشرين جديين، في محاولة لتفسير تلك الشخصية التي أراد (وليس حلماً) صاحبها أن يحكم العالم. عندما ظهر كتاب هتلر «كفاحي» للمرة الأولى، حقق نجاحاً هائلاً. ثم تحوّل إلى ظاهرة.

وقال البعض إن العريف النمساوي السابق فيلسوف ألماني آخر، مثل نيتشه وإيمانويل كانط. وكتب النقاد الكبار أن هتلر ليس فقط نتاج التأثر بالموسيقار ريتشارد فاغنر، بل هو نتاج سلسلة طويلة من المفكرين والموسيقيين والفنانين الألمان، وإن التراث الألماني لا ينحصر في شخص واحد أو عبقرية واحدة.

إذن، كيف يمكن لرجل يمثل كل هذه الموجات الفكرية أن يكون مجنوناً، أو منحرفاً؟ إن التأثر بالتراث كله مسؤولٌ عن الظاهرة الهتلرية، أو النازية. لقد سار الشعب الألماني كله خلفه. وأدّى له مارشالات ألمانيا وجنرالاتها التحية والولاء، ورفعوا أيديهم عالياً، في تحية الفوهرر، أو القائد. ومن لم يدّع هذا اللقب من بعد بين زعماء العالم. وأعطى الجاويش جان بيدل بوكاسا نفسه لقب إمبراطور جمهورية أفريقيا الوسطى على غرار نابليون. وشبّه بعض جنرالات العرب أنفسهم بالإمبراطور الفرنسي الذي حكم أوروبا كلها ذات يوم.

لم يخطط هتلر لأن يكون «الفوهرر العسكري» للعالم، فحسب، بل أن يكون «الفوهرر الفلسفي» أيضاً. العريف يصبح قائد المارشالات، لكنه لا يكتفي. لا بد أن يكون فيلسوفاً، أو كاتباً، أو روائياً، مثل صدام حسين. قبله أقنع محمد حسنين هيكل، جمال عبد الناصر، بأنه لا بد من «فلسفة الثورة» لكي يزيل صورة العسكري. كذلك فعل أتاتورك.

لا بد للأمة من شاعر أو كاتب. شكسبير وتشارلز ديكنز للإنجليز. توماس جفرسون ومارك توين للأميركيين. نابليون وهيغو للفرنسيين. وهتلر فوق الجميع. مثل ألمانيا ونشيدها الوطني.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فوق الجميع فوق الجميع



GMT 08:58 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 08:47 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

المالك والمستأجر.. بدائل متنوعة للحل

GMT 08:43 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 08:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

أوهام مغلوطة عن سرطان الثدي

GMT 07:32 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا تفعلون في هذي الديار؟

GMT 07:31 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

من جديد

GMT 07:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رُمّانة ماجدة الرومي ليست هي السبب!

GMT 07:29 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

لقاء أبوظبي والقضايا الصعبة!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon