توقيت القاهرة المحلي 04:57:09 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نيل مالح ونيل حلو

  مصر اليوم -

نيل مالح ونيل حلو

بقلم - سمير عطا الله

 

أيهما أكثر أهمية في المعجزتين: الأهرامات أم قناة السويس؟ يعطينا الدكتور زاهي حواس باستمرار دروساً مثيرة في التاريخ. ينبش الآثار، رمزياً وفعلياً، ويحلل تواريخها وحكاياتها وأسرارها وغموضها. أسماء لم تعد في التداول إلا في المتاحف، ولا عاد أحد يطلق على مولوده الجديد اسم خوفو، ورع، وتحتمس، لكنهم موجودون معنا على رؤوس التاريخ. وعندما نتجاوز في القراءة معدلاتنا العادية، نكتشف أن المهندس البارع لم يصل إلى المكان مع عمّاله وبدأ في العمار على الفور: كان عليه أن يختار المكان، ويدرس نوعية الأرض، ويحمل الحجارة من وسط مصر، ويحدد زاوية البناء، ويتأكد من أن هذا البناء العجيب سوف يصمد دهراً في وجه الشمس، والرمل، والحر. ما جدوى التاريخ ما دام يأخذ بشره معه؟ صحيح أنه يأخذ بَشَره، لكن حجره يبقى شاهداً على مراحل الحياة. فقط العدميون مثل نيتشه يقولون إن الإنسان بلا ابتداء أو انتهاء. لكن السادة خوفو ورع والسيدة نفرتيتي، أثبتوا لنا أنها أكثر من ذلك. التقيت في جدّة الشيخة فاطمة الخليفة، وسفيرة فرنسا السابقة في سوريا، ضمن وفد دولي ذاهب إلى مدينة «العلا». تنبهت إلى أن ذلك لم يكن مألوفاً في المملكة قبل الآن: إحياء التراث واشتراك المرأة في هذا المشروع المشوّق والجميل والمتعدد الفائدة.

لنعد إلى السؤال: أيهما أكثر أهمية؟ الأهرام أم القناة؟ لقد مات الألوف من المصريين وهم يبنون كلا منهما. القناة تدر على أحفادهم الملايين، وكذلك الأهرام. ألوف ماتوا غرقاً، وألوف ماتوا تعباً. الحقيقة، هذا شيء وهذا آخر، وكلاهما قصة الصراع الأزلي بين الحياة والموت في حياة المصريين. بل إن المصري ذهب إلى أبعد من ذلك، إلى أبعد ما بعد الموت.

إذا كان لا بدّ من إجابة، يبلغكم المحبّر تحياته الخالصة ويقول: إنها القناة. أصحابها الأجلّاء فكّروا بكل مصر، وجميع المصريين، وليس بفرعون وحده. الأهرام حجر واقف في الزمان، والقناة نيل آخر، زائد الملوحة قليلاً، أو كثيراً. لكنه مدرّ للخير. وهذا النيل المالح يسدد بانتظام ضريبة العمال الذين حفروه.

ولكن أليس مهندس القناة فرنسياً؟ هذا مثل القول بأن صاحبها كان ألبانياً. وأن أسرة محمد علي، وإبراهيم باشا، وإسماعيل باشا، لم يكونوا مصريين، أو أن نابليون لم يكن فرنسيا، لأنه ولد في جزيرة كورسيكا، التي لم تصبح فرنسية إلا قبل عام واحد من ولادته.

بناء على كل ما تقدم، عاشت القناة والعزة للأهرام.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نيل مالح ونيل حلو نيل مالح ونيل حلو



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 00:01 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

"لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا"
  مصر اليوم - لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا

GMT 14:55 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 07:29 2020 الأربعاء ,17 حزيران / يونيو

ارمينيا بيليفيلد يصعد إلى الدوري الألماني

GMT 13:03 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"فولكس فاغن" تستعرض تفاصيل سيارتها الجديدة "بولو 6 "

GMT 18:07 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الإيطالي يتأهب لاستغلال الفرصة الأخيرة

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 22:13 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

بسبب خلل كيا تستدعي أكثر من 462 ألف سيارة

GMT 00:02 2023 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات فولكس فاغن تتجاوز نصف مليون سيارة في 2022

GMT 08:36 2021 الخميس ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أيتن عامر تحذر من المسلسل الكوري «squid games»

GMT 20:44 2021 الأربعاء ,15 أيلول / سبتمبر

شيرين رضا تتعرض للخيانة الزوجية من صديقتها المقربة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon