توقيت القاهرة المحلي 16:35:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

من هنا مرّ أول مايو

  مصر اليوم -

من هنا مرّ أول مايو

بقلم - سمير عطا الله

لكن إلى أين ذهب الأول من مايو (أيار)، عيد العمال والكادحين، أهم أعياد الشعوب السوفياتية، راية الرايات في زحف كارل ماركس، والخطاب الأول في خطب الرفيق فلاديمير إيليتش؟ في مثل هذا اليوم، كانت موسكو تنزل إلى الشوارع عن بكرة أبيها، القيادة على الشرفة بجميع رجالها، يتقدمهم الرفيق الأول، يرفع يده بالتحية للعسكر والدبابات الهائلة، والصواريخ المرعبة الحجم العابرة لكل القارات، وفرق الأشبال بالخطوة العسكرية الخفيفة كالأجنحة، وفرق المتقاعدين الأجلاء تزين صدورهم العريضة أوسمة ستالينعرتد ولينينغراد، ومعركة برلين. من خلفه الكرملين، الرفيق الأول، ومن أمامه الساحة الحمراء، وبعد قليل سوف يلقي خطابه إلى شعوب اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية.
ويجدد الولاء للعمال وتعاليم لينين. إنه اليوم الأغر هذا اليوم. لا عيد أهم منه في الاتحاد، وحتى عيد 17 أكتوبر (تشرين الأول). هذا 4 يوليو (تموز) الولايات المتحدة، و14 يوليو فرنسا، والأول من مايو (بانك هوليدي) عيد الوحدة في بريطانيا، والأول من أكتوبر في الصين، ذكرى تأسيس الصين الشعبية.
وفي أي يوم تدور أحداث رواية «الأم» التي شاءها ماكسيم غوركي قصة الثورة البولشفية؟ طبعاً تبدأ في اليوم الأول من مايو، عام 1902 في قرية سوموف على نهر الفولغا الذي يغني له البحارة الأشداء ويهزم العواصف. استعار غوركي روايته، أو بطله، من أحداث حقيقية من أجل أن ينتصر للثورة البولشفية، والواقعية الاشتراكية، وبالغ حتى الغلو في تمجيد العقيدة الجديدة. وظلت «الأم» إلى عقود كتاب الثورة والحلم بالانتصار.
لكن من حيث القيمة الأدبية، لم تدم «الأم» طويلاً. بل الحقيقة أن «سوفيات» القرن العشرين أخفقوا جداً في اللحاق بالروس في القرن التاسع عشر، ذلك السرب المشع من عمالقة الشعر والرواية. أما الأسماء الكبرى القرن الماضي من أمثال ألكسندر سولجستين وبوريس باسترناك، فكان أصحابها من خصوم الروح السوفياتية وخطابيات «الأم» وعبقرية غوركي.
كان «الأول من مايو» عرضاً للتفوق الشيوعي المُكنّى بالاشتراكية حرصاً على استيعاب الذين يهابون الفكرة ويخافون، بصورة خاصة، سمعة الإلحاد.
غاب السوفيات، وصار الرفيق الأول رئيساً أول، واستنكرت الكنيسة العائدة أعمال غوركي التي أصبح مكانها رفوف المتاحف وشواهد التاريخ. وبعيداً عن الغرفة الصغيرة التي عاش فيها غوركي مع أمه وأبيه، تفتح أبواب الكرملين اليوم أمام بوتين، وكأنه وريث القياصرة الوحيد.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من هنا مرّ أول مايو من هنا مرّ أول مايو



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 09:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يفتح آفاقا جديدة في علاج سرطان البنكرياس

GMT 08:28 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 01:54 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أغنياء المدينة ومدارس الفقراء

GMT 09:59 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

GMT 10:29 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

شريف مدكور يُعلن إصابته بفيروس يُصيب المناعة

GMT 12:37 2019 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

طبيب الأهلي يعلن جاهزية الثلاثي المصاب للمباريات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon