توقيت القاهرة المحلي 16:35:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ظلٌّ أرقُّ من الأصل

  مصر اليوم -

ظلٌّ أرقُّ من الأصل

بقلم - سمير عطا الله

وُلد فارس يواكيم في مصر، ودرس فيها، ثم عاد شاباً إلى بلد أهله لبنان، ونبغ في كتابة المسرح الكوميدي، ولمع اسمه مع اسم شوشو (حسن علاء الدين)، أشهر وجه فكاهي في تاريخ المسرح اللبناني. بعد وفاة شوشو، واندلاع الحرب الأهلية، وإغلاق المسارح «المشتركة»، غادر يواكيم إلى ألمانيا للعمل في إذاعتها العربية، وظل هناك بعد التقاعد منصرفاً إلى التأريخ للفكر والأدب والفن، في بلديه: مصر ولبنان.
آخر ما صدر له هذه الأيام، من إمتاع ومؤانسة، «قصائد في الظل» (دار أطلس – دمشق)، وقد أخرجها من ظلال أصحابها لأنها غابت عن دواوينهم «الرسمية»، وظهرت فقط في الجرائد القديمة، أو أُلقيت في المناسبات.
لماذا ضلّت الطريق المألوفة إلى الدواوين؟ لأن أصحابها قرروا حجبها. وبعضهم شعر بالخجل وهو يعيد بعض بواكير الشباب، فحذفها من الطبعة الثانية للديوان بعد نشرها في الطبعة الأولى. وهنا بدأت مهمة يواكيم، الذي تكفّل منذ سنوات البحث عن الجزء المفقود في قصائد الشعراء، واستعادته وترميم بنيانه الأصيل.
يضم ديوان الظل هذا 24 شاعراً من مشاهير القرنين التاسع عشر والعشرين، بينهم أدونيس أيام الشعر العامودي. كما يضم قصائد الغزل وشيئاً من الشعر القومي، مثل قصيدة إبراهيم اليازجي الشهيرة «تنبّهوا واستفيقوا أيها العرب»، ومطلعها الجميل «سلام أيها العرب الكرام - وجاد ربوع قطركم الغمام».
زينة الفصول في «قصائد الظل» هي بالطبع ما عثر المؤلف عليه من شعر أحمد رامي. هنا كان رامي في بداياته لا يزال يكتب الشعر بالفصحى، وقد تعرّف للتوّ إلى أم كلثوم، ليكتب لها أجمل الشعر من أجل أن تغنّي أجمل الغناء. غير أن المرأة التي كتب لها قصيدة «إليها» هي التي سوف تحفزه على الكتابة بالعامية لأنها أقرب إلى قلوب الأكثرية. وسارع الشاعر الهيمان إلى القول: «خايف يكون حبك لي شفقة عليَّ - وانت اللي في الدنيا دي ضي عينيَّ». أما في «إليها» فكان قد قال:
تحتوي عينه عليها فما تبصر شيئاً مما يلوح سواها... وعليها جلالة وعليها هالة...
أشرقت بنور سناها.
عاش أحمد رامي إلى ما بعد غياب المرأة التي أحبها. وفيما سار الملايين في وداعها، رأى هو أن أعظم تكريم يقدمه لها هو التوقف عن الكتابة من بعدها. وكانت الأبيات التي قالها في نعيها أجمل من كل ما غنّت له:
ما جال في خاطري أني سأرثيها
بعد الذي صغتً من أشجى أغانيها
قد كنت أسمعها تشجو فتطربني

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ظلٌّ أرقُّ من الأصل ظلٌّ أرقُّ من الأصل



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon