توقيت القاهرة المحلي 18:25:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حقائق: دعهم يتسلون

  مصر اليوم -

حقائق دعهم يتسلون

بقلم - سمير عطا الله

يوم كانت «ساحة البرج» مركزاً للحركة التجارية في كل بيروت، كان من معالمها مجموعة من المهاجرين المغاربة الذين يتوزعون على أطراف الساحة، وفي يد كل منهم مسبحة طويلة تقرأ له بخت المارة وحظوظهم والثروات التي ستهبط عليهم. بل كانوا يعرفون أسماء الناس أيضاً ويقرأونها في خطوط يدك ويتمتمونها، فإذا لم يكن اسمك يوسف فهو سليم أو حليم.
من هم مارة «ساحة البرج» تلك الأيام؟ هم البسطاء النازلون من الجبال والقادمون من الأرياف باحثين عن حياة جديدة في غربة لا يعرفون عنها شيئاً. عاد المنجمون المغاربة إلى ديارهم، وفرغت «ساحة البرج»، وأصبح قراء راحة الأيدي يقرأون بدلاً منها الصحف والمصائر والأوبئة وأسماء الرؤساء المقبلين. ويقدمون تحليلاً مجانياً للحرب الأوكرانية.
وعلى طريقتهم، يتولى عدد كبير من الصحافيين حول العالم توقع الأحداث الآتية، وهي عادة مرئيات بديهية، أو تكهنات غامضة يمكن أن تقع في أي زمان ومكان، وغالباً ما لا يرتفع مستواها التحليلي عن مستوى منجمي ساحة البرج، سليم أو حليم. اليائسون والبؤساء يقرأون حظوظهم في قعر فناجين القهوة. وثمة شعوب بأكملها تنتظر على قارعة الطريق لتعرف إذا ما كانت الرحمة آتية أم أن الشقاء جاثم لا يزول؟
يتشارك في هذا المهرجان السنوي ثلاثة أفرقاء من ذوي النوايا الحسنة: الضاربون في الرمل، والقنوات، والمشاهدون بمئات الآلاف. وهي رياضة مربحة للبعض ومريحة للجميع إلا الذين يقعون في دائرة «السواد»، و«الحداد». «وأرى من حول السياسي الفلاني علامة استفهام كبرى»، باعتبار أنها لو كانت صغرى لما أثارت الاهتمام. هكذا يزرع الوسواس في نفوس كثيرين في انتظار العام التالي.
ولا تخلو سلسلة التكهنات من المصالح الخاصة والتبجيلات والمدائح. وتشمل هذه أحياناً أسماء مضحكة تذكِّر بعصر المنجمين المغاربة ومسابحهم الطويلة. ويقسم السادة والسيدات مرتقبات العام الطالع إلى ثلاثة أقسام: المحلي والعربي والعالمي. وربما كان من متابعيهم الصين وروسيا ومنغوليا لكي يرسموا مخططات الحكم وفقاً لما هو متوقع. أهمية الحقائق أنها الضوء الذي يبنى عليه. والتمنيات الطيبة حق من حقوق البشر. وكذلك الأمنيات والآمال، خصوصاً في البلدان المعذبة والواقعة تحت الظلم. وما عدا ذلك دعهم يتسلون.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حقائق دعهم يتسلون حقائق دعهم يتسلون



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon