توقيت القاهرة المحلي 16:01:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الميثاق الوحيد

  مصر اليوم -

الميثاق الوحيد

بقلم - سمير عطا الله

شجرة الأرز هي علم لبنان، لكن كثيرين لا يحبونها. والبعض يكرهها. والبعض ينكرها. وتاريخ لبنان هو تاريخ الجميع، لكن لا وجود لكتاب تاريخ مدرسي موحد. وجغرافيا لبنان واحدة مساحتها 10 آلاف كيلومتر مربع، لكنها مقسمة إلى دول وهويات وجمهوريات ومقاطعات. وفي هذه البقع من لهجات أكثر مما في الولايات المتحدة. وفيها مناخات مثل فرنسا بحجمها الكبير. وفي هذه الدولة الصغيرة 19 طائفة متناحرة. وفيها عشرة أزياء على الأقل، وفيها نحو مليوني نازح. وفيها 20 حزباً على الأقل.
وفي هذا البلد الصغير حرب واحدة على الأقل لكل من يشاء. وفيه ألف ولاء، على الأقل. وفيه جامعات أميركية وفرنسية ومصرية. وفيه مقاطعات ممنوع على الدولة دخولها إلا بإذن من السيد إسماعيل هنية. ولها حدود ممنوع عليها أن تراها أو أن تفتشها، وفيها أحزاب تناقض وجودها، كالحزب السوري القومي الاجتماعي.
وليس هناك اتفاق على معنى اسم لبنان. ولا على أصوله. ولا على عروبته. وهو المجموعة البشرية الوحيدة التي يعادي فيها رئيس الجمهورية، رئيس البرلمان، ورؤساء الحكومات، وحاكم البنك المركزي، وكل من استطاع إليهم سبيلاً. أمس، 22 نوفمبر (تشرين الثاني) كان ذكرى الاستقلال. وقصر الرئاسة كان مغلقاً ورايته منكسة. وكانت حكومته بلا صلاحيات. واقتصاده في عتي الرياح. وصادف أيضاً أنه يوم مولد نهاد حداد، المعروفة أيضاً بفيروز، الكائن الوحيد الذي لا يختلف عليه لبنانيان. لا على هويتها، ولا على جذورها، ولا على طائفتها، ولا على ميولها السياسية. الأعجوبة الوحيدة في وحدة لبنان، سواء غنت لجباله أو لسهوله، أو لسواحله. بينما كانت بيروت متناثرة في مينائها جاء رئيس فرنسا مؤاسياً. وبدل أن يذهب إلى القصر الجمهوري، حيث ينقسم اللبنانيون حتى على الكارثة، ذهب إلى بيت فيروز وغنى «بحبك يا لبنان».
لبنان الذي يُحب. الذي لا يعرف الحقد والكره والحرب والضغينة. هي الأرزة التي لا ينكرها أحد. الشجرة التي لا يجرؤ حتى الدببة على مناطحتها. الثيران العمياء تمر وادعة أمام رابيتها. أطال لها في عمر ضيائك.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الميثاق الوحيد الميثاق الوحيد



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon