توقيت القاهرة المحلي 01:32:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الرقم 135 أول مايو 1945

  مصر اليوم -

الرقم 135 أول مايو 1945

بقلم - سمير عطا الله

قاد أدولف هتلر ألمانيا إلى الحرب على أكبر بلدان العالم: روسيا، وأميركا، وبريطانيا وفرنسا. وعندما حقق الانتصار بعد الآخر في البداية، ازداد حماس الألمان وارتفعت ثقتهم بتفوق العنصر الآري والشعوب الجرمانية. لكن في العام 1945 اكتشف الألمان أن «القائد» كان على خطأ. بدأت الهزائم تتوالى والقوات النازية تتراجع. وجلس هتلر في خندقه في برلين مع عشيقته ورفاقه وعائلاتهم ينتظرون التقارير علّ واحداً منها يرفع المعنويات. أحلام المهزومين.
كيف يواجه الألمان؟ هل يترك للحلفاء أن يعتقلوه ويذلّوه؟ قرر الانتحار برصاصة في الصدغ. الذي لم يخطر له، أو يفكّر فيه، هو عدد الألمان الذين اتخذوا القرار نفسه خوفاً مما سوف يلحق بهم على أيدي الحلفاء المنتصرين، خصوصاً السوفيات، الذين كانت لديهم الأوامر باغتصاب جميع النساء. دخلت ألمانيا في موجة انتحار جماعي لا سابقة لها. أناس عاديون ومسؤولون كبار. انتشرت عدوى الانتحار مثل الطاعون في أنحاء البلاد. الألماني المتعجرف أصبح ألمانياً خائفاً. السوفياتي المهزوم أصبح الجندي المنتصر. تصدرت لائحة المنتحرين أسماء لم يصدقها أحد: غوبلز بعد هتلر. وهيملر وبولر وكبار الجنرالات الذين كانوا قد اكتسحوا البلدان والصحاري مثل رومل. في كتاب جديد عن الأشهر الأخيرة من الحرب، تقول المؤرخة فلوريان هوبر، إن العجيب كان انتحار الناس العاديين، لا المسؤولين: امرأة تقتل أطفالها غرقاً ثم تشنق نفسها. أو عائلة بأجمعها تتناول السم وتجلس مجتمعة في انتظار الموت.
«عدني بأنك سوف تطلق الرصاص على نفسك: انهيار الألماني العادي 1945» هو عنوان الكتاب الذي يروي كيف انتحر عشرات الآلاف من الألمان خوفاً من انتقام الجيش الأحمر. وكان مئات الأطباء والمعلمين والمهنيين الآخرين ينتحرون جماعياً عندما يعرفون أن السوفيات أصبحوا على حدود المدن، «وغالباً ما يقتلون أبناءهم قبلهم». وثمة زوجة أحد الضباط الشبان خنقت طفلها البالغ ثلاث سنوات قبل أن تشنق نفسها. وأقدم موظف تأمين في الحادية والسبعين من العمر مع زوجته على قتل ابنتهما وأولادها قبل أن ينتحرا.
استخدم المنتحرون بنادق الصيد والسموم والشنق. وفي نهاية الحرب كان عدد الألمانيات اللواتي تعرضن للاغتصاب من الجيش الروسي قد زاد على المليونين. وكان المئات منهنّ ينتحرّنً غرقاً في الأنهر. وكانت الأمهات منهنّ يوثقن أطفالهنّ بحجارة ثقيلة قبل رميهنّ في النهر قبل القفز خلفهم.
تقول هوبر، إن الأكثر فظاعة في هذه الأهوال أن حراس المقابر كانوا يدوّنون أسماء جميع الضحايا بكل برودة. وبينهم طفلة عمرها عام واحد قتلها جدها «خنقاً في الأول من مايو (أيار) 1945، ورقمها على اللائحة 135».
في مارس (آذار) وزّع البريطانيون بطاقة بريدية سوداء صادرة عن الحكومة النازية، تقدّم تعليمات مفصلة حول كيفية شنق النفس بأقل قدر من الألم، وكانت كبسولات السيانيد إحدى أكثر الطرق شيوعاً، والتي قتل فيها الناس أنفسهم في الأيام الأخيرة من الحرب. وفي 12 أبريل (نيسان) 1945، وزّع أعضاء من شباب هتلر حبوب السيانيد على أعضاء الجمهور خلال الحفلة الموسيقيّة الأخيرة لأوركسترا. وقبل انتحاره، تأكد هتلر من أن جميع موظفيه قد حصلوا على كبسولات سامة. ذهب العديد من المدنيين الألمان إلى الغابات لشنق أنفسهم وعائلاتهم في المناطق التي سرعان ما غزاها الجيش الأحمر.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرقم 135 أول مايو 1945 الرقم 135 أول مايو 1945



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon