توقيت القاهرة المحلي 16:35:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مجرد عادة

  مصر اليوم -

مجرد عادة

بقلم - سمير عطا الله

منذ عقدين وإسرائيل تنتخب بنيامين نتنياهو زعيماً عليها، والآن تنزل إلى الشوارع خوفاً من أن يرمي بها إلى الحرب الأهلية. آخر ما قدمه نتنياهو للذين اقترعوا له مرة بعد مرة، أكثر الحكومات تطرفاً وتعديلاً قانونياً يحمي المتهمين بالفساد من أمثاله وأمثال زوجته. مضى الزمن الذي أُسقطت فيه حكومة إسحق رابين عندما تبيّن أن لزوجته حساباً في أحد مصارف نيويورك بعشرة آلاف دولار.
كنا نسمع في الماضي عن صراع شبه دائم بين اليهود الشرقيين والغربيين حول مسائل وتقاليد كثيرة. لكن هذه أول مرة يحذر فيها رئيس الدولة الإسرائيلية من خطر الحرب الأهلية. وأول مرة يؤنب فيها رئيس الولايات المتحدة حاكم إسرائيل. لكنها ليست المرة الأولى التي تترافق أزمة داخلية مع قتل 150 فلسطينياً في الضفة الغربية والقدس الشرقية على يد «جيش الدفاع الإسرائيلي» بينهم 80 فلسطينياً هذا العام.
ظهر «ملك إسرائيل» في الأيام الأخيرة مثل مهرج من جمهوريات الموز، متجاوزاً ومتراجعاً ومهزوماً، وكالعادة، بلا قيم. أهم ما حدث من ردود فعل على الفاقمة الأخيرة ما كتبه طوماس فريدمان، كبير معلقي «نيويورك تايمز»، الذي يعبر عادة عن مواقف اليهود الأميركيين و«المؤسسة الإسرائيلية». كتب بالصوت العالي أن نتنياهو أصبح عبئاً على إسرائيل ويهود أميركا، ويجب أن يذهب: «هذه الأزمة برمّتها كشفت حقيقة جديدة ومقلقة للولايات المتحدة، وهي أن زعيم إسرائيل يتصرف باعتباره لاعباً غير عقلاني، وهو أمر لا يمثل خطورة على مصالح الإسرائيليين فحسب، ولكن على المصالح والقيم الأميركية المهمة أيضاً، الأمر الذي يتطلب إعادة تقييم فورية من قبل الرئيس بايدن، واللوبي اليهودي المؤيد لإسرائيل، فقد أرادوا الوثوق به، ولكن اتضح أن كل ذلك كان مجرد كذبة».
يقول فريدمان إنه كان واضحاً منذ اللحظة الأولى أن هذه الحكومة ستذهب «إلى أقصى الحدود التي لم يجرؤ عليها أحد من قبل، وهذا سيأخذ يهود العالم والولايات المتحدة عبر الخطوط الحمراء التي لم يتخيلوا عبورها أبداً، مع احتمال زعزعة استقرار الأردن، والاتفاقات الإبراهيمية، والقضاء على الأمل في حل الدولتين، وجعل إسرائيل على حافة الحرب الأهلية». بل ربما على حافة حروب أخرى تهدد المنطقة برمّتها. لقد ضم هذا إلى حكومته أسوأ وجوه التطرف، فيما كانت دول عربية رئيسية تفكفك روح العداء التاريخي مع إسرائيل للمرة الأولى إلى هذه الحدود، وإلى أبعد مما ذهبت إليه اتفاقات كامب ديفيد. ولعل الحدث الأهم والأكثر دهشة في هذه المرحلة كان موافقة «حزب الله» على معاهدة ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل.
كل هذه المتغيرات استقبلها نتنياهو بتعيين أعتى رموز الكراهية في حكومته. كانت دائماً هذه عادته، لكن هذه المرة كانت الأسوأ، حتى بالنسبة إلى أميركا.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مجرد عادة مجرد عادة



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon