توقيت القاهرة المحلي 07:41:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

شتّان!

  مصر اليوم -

شتّان

بقلم - سمير عطا الله

تأمل الرئيس نجيب ميقاتي الحالة السياسية من حوله وهتف قائلاً: «إنها العصفورية». وتعني في لبنان «مستشفى المجانين»، كما تعني في مصر، مثلاً، «العباسية»؛ نسبة إلى المكان الذي يقع فيه مقر المعالجة لأولئك التعساء الذين نزلت بهم أمراض الاختلال العصبي. كان ميقاتي يعبّر أمام اللبنانيين والعالم عن الوضع الذي وجد نفسه فيه، وهو يحاول تشكيل حكومة شبه معقولة لإخراج البلد من متاهات مصيرية لا نهاية لها.
بينما مُنع الرجل من تشكيل حكومة بسيطة، عقد لبنان اتفاقاً «تاريخياً» مع إسرائيل، ومن خلاله مع أميركا، ومن خلالها مع العالم أجمع. وكان أول المرحّبين بالاتفاق الرئيس ميشال عون، الذي قرأ لائحة من الذين يُشكَرون على وساطاتهم الخيّرة؛ وبينهم دولة قطر، من دون شرح للأسباب، كما سمّى مجموعة من اللبنانيين؛ ليس بينهم الرئيس نبيه بري، الذي تولّى، منذ عشر سنوات، خطوة البحث عن الثروة النفطية في البحر، ما بين لبنان وإسرائيل.
الاعتراض على استخدام تشبيه «العصفورية» هو أن مستشفى البؤساء والتعسين أكثر تعقلاً وروية من ناطحي السياسة. كان لبنان في الماضي يسمى «سويسرا الشرق»، والذين أطلقوا عليه هذه الصفة كانوا من الأجانب الذين أبهرهم تميّز الطبيعة والبشر. لم يكن يُشبه سويسرا فقط في جباله وأنهاره؛ بل كان يتفوق عليها أيضاً في جامعاته ومصحّاته وأشياء أخرى. منذ أربعين عاماً و«سويسرا الشرق» يبحث عن نفسه في البلدان والمدن. وآخر ما حل به فقدانه النظام المصرفي الذي كان أحد عناصر ازدهاره، بينما ظلت سويسرا الأصلية في ازدهارها. وقد فشلت دعوة سويسرا إلى الحوار واعتذرت من عدم الاستمرار في المحاولة، بعدما أدركت أن توأمها في الشرق فقدَ الأمل في العودة إلى ما كان عليه ذات زمن.
ساعات على الموعد المصيري، وما من مرشح جدّي. طبعاً هناك استثناءات واضحة، كمثل الوزير سليمان فرنجية، أو النائب ميشال معوّض. كلاهما من بلدة واحدة (زغرتا) ومأساة سياسية واحدة أيضاً. فالوزير فرنجية قُتل والده وأمه وعائلته في ما سمّيت «مجزرة أهدن». أما النائب معوض؛ فقدْ فقدَ والده رينيه معوض بعد 22 يوماً من انتخابه رئيساً للجمهورية. وحتى هذه الساعة لم يصدر قرار في شأن الجريمتين. ولم يُفتح تحقيق رسمي في اغتيال بشير الجميل؛ الرئيس الآخر الذي أمضى نحو 20 يوماً في هذا المنصب.
السياسة اللبنانية دراميات بلا حدود، خصوصاً في صفوف المسيحيين. ورئيس «حزب القوات اللبنانية» سمير جعجع، أمضى 12 عاماً بزنزانة انفرادية في قبو قيادة الجيش. والرئيس ميشال عون أُخرج من قصر بعبدا بقصف من طائرات السوخوي السورية. وتكاد الدراميات تنحصر في السياسيين المسيحيين لولا الانفجاران اللذان اغتالا أبرز زعماء السنة؛ رشيد كرامي ورفيق الحريري، ولولا الانفجار الذي قضى على كمال جنبلاط؛ كبير الزعماء الدروز. أيام قليلة وما زلنا لا نعرف من هو الرئيس المقبل. وربما بقي البلد من دون حكومة شرعية أيضاً. وللمناسبة؛ يجب التذكير بأن سويسرا تنتخب رئيساً كل عام، وأن أموال المودعين عندها هي أموال المودعين، وليست أموال «الحرامية والنصّابين».

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شتّان شتّان



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon