توقيت القاهرة المحلي 16:35:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هاشم صالح ومفكروه (1)

  مصر اليوم -

هاشم صالح ومفكروه 1

بقلم - سمير عطا الله

ظَلمَ الأستاذ هاشم صالح نَفسَهُ وطَلَمَهُ الآخرون بأن وضِعَ في مربَّع ثقافي واحد كونَهُ الرجل الذي نَقَلَ إلى العربية أعمال المفكِّر محمد أركون. وظُلم أكثر عندما اعتُبر مجرّد معرِّب ينقلُ الأعمال الفرنسية الأخرى. علماً أن هذا كله ليس بالقليل، لا في عالم الثقافة ولا في عالم النشر. أما «النقص» الآخر عند هاشم صالح، فإنّه كمثقف كبير، لم يظهر أنّه اهتم بالآداب الأخرى أو اطّلع عليها، مع العلم طبعاً أيضاً أن الاختصاص ليس أقلّ أهمية من التوسّع. لذلك؛ كان لكتابه «العرب بين الأنوار والظلمات: محطات وإضاءات» (دار المدى) أهمية خاصة، وهو يندرجُ في سلسلة أعماله القائمة جميعاً تحت مظلة واحدة هي التنوير؛ إذ يبدو ذلك واضحاً في أسماء المفكّرين الذين تأثر بهم.
يدرس كتاب هاشم صالح معركة الأنوار ضد الظلمات، إما من خلال التراث العربي الإسلامي نفسه، وإما من خلال التراث الأوروبي الحديث. هي مسافة التفاوت التاريخي بين العرب والغرب. هم خاضوا المعركة ضد ظلاميتهم منذ القرن السابع عشر وحتى القرن التاسع عشر، على يد إرنست رينان وفيكتور هوغو، وغيرهما. والمعرّي مات عام 1057، أي قبل ألف سنة تقريباً. لم يظهر مفكّر كبير بعده إلا مؤخراً في القرن التاسع عشر، أو العشرين (طه حسين مثلاً).
كل رواد النهضة العربية مرّوا من أوروبا: رفاعة الطهطاوي، أحمد لطفي، السيد طه حسين، ميخائيل نعيمة، جبران خليل جبران، ومحمد مندور، وعشرات غيرهم. فالعرب في حاجة إلى المطالعة وتوسيع الآفاق المعرفية. ينبغي أن يخرجوا من أنفسهم قليلاً، من انغلاقاتهم وتحجراتهم المزمنة. فكل من لا يتقن لغة أجنبية حيّة، كالإنجليزية أو الفرنسية، يُعدّ أميّاً من الناحية الثقافية.
يستغرب هاشم صالح سيطرة الكتب الظلامية على برامجنا التعليمية سيطرة شبه كاملة في بعض البلدان. يقرّ الكاتب أنه لولا خروجه من سوريا والعالم العربي كله في اللحظة المناسبة «لكنت قد انتهيت». كان عليه أن يبتعد كي يقترب. «لم أفهم معنى الدراسة التاريخية النقدية للتراث الإسلامي إلا بعد أن خرجت إلى فرنسا».
نحن كعرب لسنا استثناء، ولا استعصاء على الجنس البشري. هذه هي مسيرة التاريخ البشري. بدأت عاصفة التاريخ العربي، زوابع والأعاصير، ولن تنتهي عما قريب. فهناك احتقانات تاريخية ضخمة متراكمة على مدار ألف سنة، وليس من السهل تجاوزها. العقبة التراثية الكأداء كانت أكبر منا جميعاً. لقد ابتدأت تصفية الحسابات التاريخية للعرب مع أنفسهم. فلا تسامح من دون تنوير، ولا تنوير من دون تسامح. لم نشهد بعد حركة تنويرية كما حدث في أوروبا. قال فولتير «قد أختلف معك في الرأي، ولكني مستعد لأن أضحي بحياتي لكي تستطيع التعبير عن رأيك».
إلى اللقاء...

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هاشم صالح ومفكروه 1 هاشم صالح ومفكروه 1



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon