توقيت القاهرة المحلي 20:07:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أحد عشر كوكباً

  مصر اليوم -

أحد عشر كوكباً

بقلم - سمير عطا الله

كلما سافرت في العالم العربي لاحظت أن الميل إلى استخدام العامية يزداد، خصوصاً في لغة الدعاية. وقد بدأ تسخيف اللغة على الأرجح في لبنان، ومن ثم اتّسع. والظاهرة المقلقة الآن اتساع مدى العامية في ديار القرآن.
لست أقصد على الإطلاق الإصرار على الفصحى كلغة مخاطبة. لا أطلب من ابني أن يعتذر عن عدم حضور العشاء بالقول: «سامحني يا والدي؛ فقد طرأ طارئ غير محسوب». ولكني أرى جرماً في الشركة التي تبيعه الشوكولا معلنة: «غلافو أسود». فماذا يحدث إذا قالت: «غلافه أسود»؟!
في كل لغات العالم، هناك لغتان: فصحى ومحكية. لكنْ في كل العالم أيضاً إجماع على أن المحكية غير قادرة إطلاقاً على التعبير عن الفكر والغيبيات والمعاني الأدبية. كان سعيد عقل داعية «اللغا اللبنانيّيي» يعطي مثالاً على سهولة العامية بالقول: أيهما أبسط، أن تقول حدش (11) أو أحد عشر؟ أجل. إذا كنت تشتري 11 كيلو بندورة (طماطم) من عند دكان بو مطانيوس، بالأفضل «حدعشر كيلو». أما إذا كنت تقرأ الآية: «إذ قال يوسف لأبيه يا أَبَتِ إني رأيت أحد عشر كوكباً والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين»، فلتذهب العامية بكل لهجاتها إلى الجحيم.
تبسيط اللغة لا يكون في تشويهها وإخراجها من مخارج ألفاظها. وهناك دائماً لغة سهلة لا تتعارض مع الأصول والجذور. ويجب أن تقوم محاكم، وليس مجرد مجامع لغة، تحكم على المفترين مثل صاحب «غلافو أسود» بالمؤبد؛ لأنه رأى أن «غلافو» كشف بديع في اللغة، وليس اعتداء سافراً على طلّابها وأساتذتها وناطقيها.
بعض الطبقات في فرنسا لا يمكن أن تتحدث العامية (ارغو) حتى في طلب أحد عشر كيلو بندورة. وكذلك في بريطانيا (الكوكني) التي كانت ممنوعة حتى في السينما، إلا في الأدوار المضحكة أو المبتذلة. لو كان سعيد عقل لا يزال حياً لطلبت إليه أن يعيد بالعامية كتابة قصيدته: «غنيت مكة أهلها الصيَدَا/ والعيد يملأ أضلعي عيدا/ فرحوا فلألأ تحت كل سما/ بيت على بيت الهدى زيدا/ وعلى اسم رب العالمين/ على بنيانهم كالشهب ممدودا/ يا قارئ القرآن صلّ لهم/ أهلي هناك وطيّب البيدا».

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أحد عشر كوكباً أحد عشر كوكباً



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 09:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يفتح آفاقا جديدة في علاج سرطان البنكرياس

GMT 08:28 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 01:54 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أغنياء المدينة ومدارس الفقراء

GMT 09:59 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

GMT 10:29 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

شريف مدكور يُعلن إصابته بفيروس يُصيب المناعة

GMT 12:37 2019 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

طبيب الأهلي يعلن جاهزية الثلاثي المصاب للمباريات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon