توقيت القاهرة المحلي 02:14:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

القرون الوسطى والقرن الثوري

  مصر اليوم -

القرون الوسطى والقرن الثوري

بقلم - سمير عطا الله

كان غور فيدال من أهم كتّاب أميركا في القرن الماضي. تزوج والده من والدة جون كيندي، وظل هو من كبار المنشقين على المؤسسة الأميركية. العام 1963 جاء إلى مصر ليكتب تحقيقاً عن السد العالي، وتحدث إلى مجموعة من المسؤولين والمعنيين والخبراء الروس. كما تحدث إلى محمد حسنين هيكل. في اللقاء مع هيكل قال رئيس تحرير «الأهرام» إن البريطانيين «قرروا إعادتنا إلى القرون الوسطى، لذلك نصّبوا علينا الملوك والشيوخ».
مرت ستة عقود على تلك المقابلة التي أعيد نشرها في «مختارات من غور فيدال». صدف أنني أعيد قراءة متع فيدال القديمة في الصيف كالعادة، وكان من المستحيل وسط أحداثنا الكبرى ألا أتذكر وأقارن بين القرون الوسطى وبين القرون الطليعية التي كان يعد بها الأستاذ. أي تقدم يمكن أن نتخيل بعد سقوط الملكية في العراق والانتقال إلى عبد الكريم قاسم، وعبد السلام عارف، وصدام حسين، وما ومن تلا.
تتمتع ملكيات وإمارات القرون الوسطى اليوم بأعلى مستويات المعيشة والتقدم في العالم. وبينما تعاني الدول الثورية من نقص الكهرباء والماء والخبز، تطلب أميركا وروسيا من المملكة العربية السعودية مساعدتها في إنقاذ الاقتصاد العالمي. وترسل دبي مسباراً إلى المريخ لتفقّد المسبار الأول، وهنا، على كوكب الأرض، تجتمع كل أمم العالم في «إكسبو 2022»، وتستعد قطر للدورة الأولمبية، واحتفلت الإمارات بخمسين عاماً على الدولة التي أقامها «الشيخ» زايد بدل القرون الوسطى التي استنكرها الأستاذ وخاف منها.
في أي حقل من الحقول التي يمكن أن تخطر لأحد، خصوصاً من مريدي الأستاذ، صارت القرون الوسطى في القرون الوسطى، أما المستقبل والاستقرار والتقدم، فلا وجود له إلا في الأنظمة التي أراد الأستاذ هيكل إزاحتها: العراق وجارته الكويت، الأردن وجارته سوريا، المغرب وجارته ليبيا.
آه، ولكن سبب النجاح والذهاب إلى المريخ، و«إكسبو»، هو النفط. لآه! لآه. النفط فائض في العراق وليبيا والجزائر، وغير قليل في سوريا. ودبي لا تملك نفطاً أكثر من حاجتها، ولا البحرين. واستطراداً، فإن الثورية الفنزويلية من أغنى الدول النفطية أيضاً. المسألة لم تتغير: هل تريد أن تعطي الناس خبراً وخبزاً أم خطباً وحبراً؟
يروي غور فيدال عن اللقاء بطريقته اللاذعة، أن الأستاذ هيكل لم يتوقف عن نفخ السيجار وهو يتحدث عن الاشتراكية. أين الخطأ؟ يستطيع المرء أن يحب الاشتراكية والسيجار معاً. المارشال تيتو كان يحب الاشتراكية واليخوت والسباغيتي بالصلصة الطماطمية.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القرون الوسطى والقرن الثوري القرون الوسطى والقرن الثوري



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 08:09 2024 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

مميزات كثيرة لسيراميك الأرضيات في المنزل المعاصر

GMT 05:00 2024 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

بوجاتي تشيرون الخارقة في مواجهة مع مكوك فضاء

GMT 05:50 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

تسلا تنشر صور للشاحنة سايبرتراك باختبار الشتاء

GMT 13:06 2021 الأحد ,03 تشرين الأول / أكتوبر

منة شلبي عضو لجنة تحكيم الأفلام الطويلة بمهرجان الجونة

GMT 20:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

رسميًا إيهاب جلال مديرًا فنيا لنادي بيراميدز
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon