توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

باريس العربية

  مصر اليوم -

باريس العربية

بقلم - سمير عطا الله

ربما لم يُكتب عن مدينة في آداب العالم المعاصر بقدر ما كُتب عن باريس. كانت منفى وملجأ وملهى ومقهى ومكتبة الكتاب والشعراء من أنحاء العالم، خصوصاً أميركا، بفرعيها، الشمالي والجنوبي: أرنست همنغواي، وعزرا باوند، وغبرييل غارسيا ماركيز، وماريو فورغاس يوسا. وإليها جاء الروس والأوروبيون الشرقيون والمسرحي الروماني ايونيسكو. وعبر المانش إلى خيمتها الأدبية كبار البريطانيين مثل تشارلز ديكنز وجورج أورويل.
كان طبيعياً أن يفتتن بها العرب أيضاً. لكن ليس فقط كمصدر إلهام أدبي دائماً، وإنما أيضاً كعاصمة فكرية ومدرسة حداثية. ويرسم الأستاذ الجامعي خليل الشيخ، خريطة مفصلة لتلك المرحلة الثرية في كتابه «باريس في الأدب العربي الحديث». وعندما نذكر، أو نتذكر باريس والعرب، أول ما يخطر في البال نجما «مدينة النور»، طه حسين وتوفيق الحكيم. لكن بالتلازم تبرز أيضاً أسماء الفكر القومي والديني وجمال الدين الأفغاني، والشيخ محمد عبده، ورفاقه الطهطاوي والدكتور مصطفى عبد الرازق وغيرهما.
وفي تركيزه على هذا الصف من عمالقة مصر يغيب عن صاحب العمل الكبير أشهر أدباء لبنان، جبران خليل جبران، الذي أمضى عامين في باريس يدرس الرسم، الذي اشتهر به مقدار شهرته الأدبية. وفي باريس أيضاً قاد لبنانيون، أشهرهم نجيب العازوري، المعركة المبكرة في محاربة الحركة الصهيونية.
رأى الكثيرون من العرب يومها في عاصمة فرنسا، رمز الثورة الفرنسية ودعوتها إلى التحرر من الاستعباد. ومقابل مجيء العرب إلى باريس طاف كبار أدباء فرنسا في الشرق ما بين مصر وسوريا ولبنان وفلسطين. وضمت أسماء الفرقة الزائرة ألمع الأسماء مثل لامارتين، وشاتوبريان، وفلوبير، ومؤرخ فرنسا الأكبر، أرنست رينان، لقد سحر الشرق فرنسا، كما سحرت باريس طه حسين وأحمد فارس الشدياق. وكان كل فريق ينظر إلى الآخر نظرة الساحر والمسحور. وأخذ كل منهما رحيق الآخر. وعثر كل منهما لدى الآخر على كنزه المفقود. وهام الفرنسيون، ولا يزالون، بالثروة الأثرية اللانهائية التي تملكها مصر، والتي ساهموا في كشف غموضها وأسرارها، ونقلوا نماذج من روائعها إلى عاصمتهم وزينوا بها ساحاتها وكأنها اللون الرابع في علم فرنسا المثلث الألوان.
حاول البريطانيون والأميركيون غزو الشرق عن طريق التنصير، وأرسلت فرنسا العلمانية كتابها وشعراءها وعلماء الآثار والمهندسين الذين حفروا القناة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

باريس العربية باريس العربية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon