توقيت القاهرة المحلي 04:58:12 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كوان وميخائيل

  مصر اليوم -

كوان وميخائيل

بقلم - سمير عطا الله

يروي الكاتب الأستاذ عادل حمودة أنه التقى آخر الزعماء خلال رحلة له إلى بيروت. وقد حل الضيف الشهير في فندق فينيسيا، أفخم فنادق العاصمة. وذات مرة على الغداء أمسك بيده ملعقة وقال، إنني لا أصدق حتى اليوم أننا كنا نرسل الأقمار الصناعية حول الأرض ولا نستطيع صنع أدوات أكل لا يلتصق بها الطعام. وشكا غورباتشوف بأسى من فشل الشيوعية في تحقيق الحد الأدنى من الكفاءة وتوفير الحد الأدنى من الحرية.
ذهلت وأنا أقرأ المقابلة الممتعة عندما تذكرت أن صحافياً مثلي كتب هذا الكلام من موسكو أوائل السبعينات، حين كان أي نقد للتجمد السوفياتي، يستدعي هجوماً عاجلاً بتهمة العمالة لأميركا والعداء للطبقات الكادحة، وخيانة لمشاعرها. ليس التقدم الأميركي هو الذي هزم التخلف السوفياتي، بل اليباس والإصرار على البقاء في أبراج العماء التي لا ترى شيئاً.
لو نجح غورباتشوف في تعديل الصيغة الحجرية لربما تطور كل شيء ضمن النظام. لكن الحرية القليلة التي منحها كشفت عن اهتراء غير قابل لأي علاج. يعتقد كثيرون أن أفضل ما حدث لروسيا فلاديمير لينين، وأعتقد أن أهم ما حدث لها اثنان من شجعان التاريخ: نيكيتا خروشوف وميخائيل غورباتشوف.
الأول وقف في المؤتمر العشرين عام 1956 يتحدث عن جرائم ستالين، فيما راح الحاضرون يغادرون القاعة خوفاً. الثاني كان غورباتشوف الذي وصل إلى السلطة بعدما تعاقب عليها مجموعة من البيروقراطيين في نهايات أعمارهم. وأيقن بعدما رأى ما رآه من الداخل، أن روسيا أمام خياريّن: إما سلسلة من الحروب الأهلية التي لا نهاية لها، وأما الدخول العاجل إلى دائرة الحياة والتقدم.
قال آخر زعيم سوفياتي في موسكو إن أهم شيء في حياة الشعوب والأمم هو الاقتصاد، في حين أراد أسلافه فقط أن يكونوا في عداد الدول العظمى عسكرياً. وقد دفعت شعوب الاتحاد ثمن ذلك من حياتها. واكتشف الحزب في نهاية المطاف، أنه كان ماهراً في تصنيع الصواريخ، وأخفق في صناعة سراويل الجينز، أو تأمين ما يكفي من الخبز.
لا حل اقتصادياً على الطريقة الشيوعية. أول من اكتشف ذلك كان عبقري سنغافورة لي كوان يو، الذي بدأ حياته شيوعياً. ذهب إلى الرأسمالية والإنتاج والربح وترك للشيوعيين الخطب. واقتنع كسياو دنغ بنغ في الصين أن يفعل الشيء نفسه. وقد نسخ المعادلة بنجاح.
تكرر إيران التجربة السوفياتية بلا تردد. إنتاج هائل للمسيرات والصواريخ، واقتصاد من العصور الوسطى. النموذج الآخر كوريا الشمالية، مفرقعات نووية ومجاعات. الجميع في انتظار غورباتشوف.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كوان وميخائيل كوان وميخائيل



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 08:09 2024 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

مميزات كثيرة لسيراميك الأرضيات في المنزل المعاصر

GMT 05:00 2024 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

بوجاتي تشيرون الخارقة في مواجهة مع مكوك فضاء

GMT 05:50 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

تسلا تنشر صور للشاحنة سايبرتراك باختبار الشتاء

GMT 13:06 2021 الأحد ,03 تشرين الأول / أكتوبر

منة شلبي عضو لجنة تحكيم الأفلام الطويلة بمهرجان الجونة

GMT 20:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

رسميًا إيهاب جلال مديرًا فنيا لنادي بيراميدز
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon