توقيت القاهرة المحلي 16:47:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مدن الإسلام: دمشق... الجنّة الأخرى

  مصر اليوم -

مدن الإسلام دمشق الجنّة الأخرى

بقلم - سمير عطا الله

قال ابن جبير، إن دمشق هي الجنة الموازية! عاصمة الإمبراطورية الإسلامية الأولى. مدينة الفتوحات والهندسة. مركز الصراع والنزاع والتقاتل. أرض الأمويين، مثل القاهرة الفاطمية، وإسطنبول العثمانية وفاس المرينية. بعد 36 عاماً على رقاد الرسول (صلّى الله عليه وسلّم)، كان معاوية بن أبي سفيان يحاول عبور البوسفور ويحاول فتح القسطنطينية.
دمشق هي التي أيضاً «عرّبت» الإمبراطورية. وفرض الخليفة عبد الملك ابن مروان (685 – 705) العربية لغة رسمية في أنحاء البلاد بدلاً عن اليونانية، والآرامية التي كانت لغة الإدارة. غير أن الأثر العمراني العظيم الذي تركه عبد الملك لم يكن في دمشق بل في القدس، حيث بنى العام 692 مسجد قبة الصخرة العظيم، وإلى جانبه المسجد الأقصى أولى القبلتين. وهكذا دخلت دمشق القرن الثامن كعاصمة إمبراطورية شديدة الثقة بالنفس.
وقد كان للخليفة الوليد أن يبني فيما بعد المسجد الأموي الذي أصبح رمز المدينة على مر الأجيال. وقال المؤرخ ابن الفقيه، إن كلفة المسجد راوحت بين 600 ألف ومليون دينار، وإن كلفة طعام العمال من الخضار وحدها بلغت 6000 دينار باليوم. وعندما انتهت عملية البناء حُملت الفواتير إلى الوليد على قافلة من 18 جملاً. لكن الخليفة بدلاً عن أن يدقق فيها كان فرحاً بعملية البناء بحيث أمر بإحراقها جميعاً. في عام 634م باتت دمشق أول مدينة بيزنطية كبرى تسقط في أيدي المحاربين المسلمين لتصبح ريشة في قبعة الإمبراطورية الإسلامية سريعة التمدد.
بتاريخها الممتد ستة وعشرين قرناً هي أيضاً واحدة من أكثر مدن العالم شهرة. كتب الإدريسي، عالم الجغرافيا عام 1154: هي «أكثر مدن الله بهجة في العالم بأسره». وبحلول زمن الفتوحات الإسلامية في القرن السابع بعد الميلاد، كانت دمشق معتادة على وصول الجيوش الأجنبية إلى بواباتها. عاصمة مملكة آرام دمشق، المملكة الآرامية، في القرن الحادي عشر قبل الميلاد، مذ كان في أقدم مخطط للشارع المستطيل وشبكة القنوات المائية، احتلها الآشوريون في القرن الثامن قبل الميلاد، وقبلهم البابليون في القرن السابع، والأخمينيون في القرن السادس، والإسكندر الأكبر المقدوني والسلوقيون في القرن الرابع، والأنباط والرومان في القرن الأول. وفي عام 612م، سقطت المدينة في أيدي الفرس تحت حكم الملك الساساني كسرى الثاني، لتتم استعادتها من البيزنطيين تحت إمبراطورية هرقل المتعثرة عام 628.
انجذبت الجيوش الغازية، بشكل لا يقاوم، إلى جوهرة الزمرد هذه في الصحراء. واحة الغوطة الخصبة المحيطة بالمدينة، يرويها نهر بردى الذي ينبع من جبال لبنان الشرقية ويختفي في الأهوار جنوب شرقي العاصمة.
في موازاة الصورة البراقة اللامعة التي قدمها المؤرخون المسلمون في سردهم لتاريخ مكة وسيرة النبي (صلى الله عليه وسلم) والخلفاء الراشدين الأربعة الذين توالوا بعده على الخلافة، بذل الكتّاب العرب، الذين كتبوا عن دمشق بعد فترة طويلة من غزوها، جهداً فائقاً في إبراز قدسية المدينة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مدن الإسلام دمشق الجنّة الأخرى مدن الإسلام دمشق الجنّة الأخرى



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 13:16 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon