توقيت القاهرة المحلي 17:35:27 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بشاعة على الضفتين

  مصر اليوم -

بشاعة على الضفتين

بقلم - سمير عطا الله

في أيامنا كانت علاقة اللبناني بفرنسا تبدأ منذ الطفولة. اللغة الفرنسية إلزامية. التاريخ تاريخ فرنسا. الأدب آداب فرنسا. لذلك ينشأ اللبنانيون مفعمين بالثقافة الفرنسية، ومنهم من يتماهى معها ويولع بها. وفي حالات كثيرة كانت الفرنسية لغة البيوت. إضافة إلى أنها لغة الامتحانات الرسمية.
وكانت باريس علم الطفولة والشباب. أول مدينة تريد السفر إليها هي باريس. ومن لم يسافر، يعرف أسماء شوارعها ومحطات المترو ونجوم السينما، ويحفظ الشعر الغزلي. وظهر نزار قباني مقلداً شعراء الحب والرمزية والأقبية فازداد الحالمون حلماً بمدينة الضفتين.
عندما كبرنا أدركنا، بل تعلمنا، من خلال شارل ديغول أن ثمة فارقاً بين فرنسا والفرنسيين. تماماً كما بين لبنان واللبنانيين. وهذا الفارق الغامض الأسباب لا ينطبق على الجميع. فالألمان يشبهون ألمانيا شبهاً غريباً. محافظون وجديّون ونشطاء مثل اليابانيين. واليابانيون كانوا يرفضون الإجازات باعتبارها ميوعة. ولذلك؛ هناك غناء فرنسي ومسرح فرنسي، وإذا ما خطر للألماني أن يغني فالأناشيد العسكرية و«ألمانيا فوق الجميع». حتى الغزل معازفه عسكرية ولا وجود فيه لضوء القمر أو طريق الشجر.
منذ أسابيع وباريس تلتهب. الناس في الشوارع، وكذلك القمامة والعنف والصياح والتكسير والصريخ. لماذا يا أخا الفرنجة؟ لأن الدولة تريد رفع سن التقاعد من 62 إلى 64 عاماً. عامان إضافيان؟ فليذهب العمل إلى الجحيم. نريد رواتبنا ونحن مرتاحون في البيوت. وقهوة مع الحليب. وجلسة في المقهى ننتقد فيها كل الناس والحكومة والمعارضة. أما من أين تأتي الدولة بالأعباء المالية فهذا شأنها. نحن نريد أن نغني مع صرار الصيف، كما كتب المسيو دو لافونتين، ابن المقفع الفرنسي.
تشبه شوارع باريس، مدينة الجمال وأم الهندسة المدنية، شوارع بيروت. زبالات مكدسة من فوق ومن تحت، وحفر محفورة من تحت ومن فوق. والناس في الشوارع، لكن اللبناني ينزل إليها جائعاً لكسر الخاطر مطالباً الدولة بكسرة خبز وشيء من أمواله المسروقة.
الخمول أسوأ العادات وإن كان برتراند راسل كتب أجمل مطالعاته «في مديح الخمول». وخلاصة تلك الأطروحة الصغيرة ليست إطلاقاً في مديح الكسل، وإنما في تجارب العمل النقابي. «منع التجول» الذي فرضته جائحة كورونا، قلّب وغيّر مقاييس وأساليب العمل في العالم. ومنها سهولة العمل من البيوت. فلماذا رحلة «المترو» المرهقة في الصباح الباكر، بينما يمكن أداء العمل نفسه من غرفة الاستقبال.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بشاعة على الضفتين بشاعة على الضفتين



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 09:08 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

لعبة Sea of Thieves تتوافر مجانا مع جهاز Xbox One X

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طائرة "مناحم بيغن" تتحول لفندق ومطعم

GMT 21:48 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

بالميراس يقترب من التعاقد مع دييجو كوستا

GMT 18:37 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

شركات المحمول تتجه لرفع أسعار الخدمات خلال 3 شهور

GMT 08:43 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة في ورطة بسبب "التقرير المفقود" بشأن "كورونا"

GMT 07:47 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

تطورات جديدة في واقعة الاغتصاب الجماعي لفتاة داخل فندق

GMT 00:41 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمر ربيع ياسين يكشف آخر كواليس معسكر منتخب مصر

GMT 12:05 2020 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

فيفا عبر إنستجرام يبرز نجوم مصر محليا وقاريا

GMT 07:41 2020 الخميس ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أسعار الفاكهة في مصر اليوم الخميس 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2020

GMT 01:42 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

بايرن ميونخ يعلن ضم موتينج ودوجلاس كوستا في أقل من نصف ساعة

GMT 22:56 2020 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تسريب جديد للمُقاول الهارب محمد علي "يفضح" قطر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon