توقيت القاهرة المحلي 07:41:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المرأة الثالثة

  مصر اليوم -

المرأة الثالثة

بقلم - سمير عطا الله

خلال ستة أسابيع من وصولها إلى 10 داونينغ ستريت أحاطت بها جملة من الأحداث التي تجري عادة خلال عام على الأقل. تعجّلت ليز تراس في سعيها إلى إثبات قدرة المرأة على الإنجاز. كما تعجّلت السعي إلى أن تتجاوز شهرة السيدتين اللتين سبقتاها إلى الحكم، مارغريت ثاتشر وتيريزا ماي. ومن كثرة الاستعجال يبدو أن السياسة البريطانية سوف تذهب بها مبكراً إلى نهاية الحكم.
المعارك السياسية في بريطانيا جزء من الحياة اليومية. ويتعرض رئيس الوزراء عادة إلى المساءلات في مجلسي اللوردات والنواب، بقدر الاستجوابات التي يتمتع بها نوّاب الكويت. ولا نسمع عادة عن هذه الوتيرة من الحيوية البرلمانية، في الجارة فرنسا أو الجارة الأخرى ألمانيا، حيث دام حكم السيدة ميركل نحو 14 عاماً.
خلال 6 أسابيع، رافق مجيء المسز تراس رتْل من الأحداث الجَلَلْ: غياب إليزابيث الثانية الذي تحول إلى جنازة عالمية، ومن ثم سقوط الجنيه الإسترليني على نحو كارثي، ثم إقالة وزير الخزانة، الذي هو الرجل الثاني في الحكومة، وإلى المزيد من الفرق في الأضرار التي سببتْها جائحة «كوفيد – 19». كل ذلك بدا تحدّيات كبرى أمام السيدة التي حلمت بأن ينسى مواطنوها تلك الولاية المدهشة التي تركتها مارغريت ثاتشر في السياسة والاقتصاد والعلاقات الدولية.
الحقيقة أن مشكلة السيدة تراس تكاد تكون عامة عند المرأة الأوروبية. يكاد عدد النساء في الحكم يزيد على عدد الرجال. والرجال بدورهم يبدون متعبين وضُعفاء أمام المدّ النسائي الذي بدا حالة فردية عندما جاءت المسز ثاتشر، وتطور إلى أن يبدو حكم النساء حالة عادية لا مفاجآت فيها.
المسز تراس إخفاق غير متوقّع في مسيرة النساء. وقد يؤدّي هذا الإخفاق إلى انتكاسة المرأة السياسية في كل مكان، خصوصاً أن تجربة تيريزا ماي لم تكن ناجحة هي أيضاً. وقد بدا حكمها ضعيفاً طوال ثلاث سنوات، رغم السيرة السياسية الباهرة التي كانت تتمتع بها قبل الوصول إلى داونينغ ستريت. ويبدو أن السياسة لا رحمة فيها في أي مكان، وخصوصاً في الدول الديمقراطية، حيث تُستغل الممارسة الديمقراطية، إلى درجة مضحكة أحياناً. ومن المؤكد أن المحنة التي وقعت فيها المسز تراس، لا علاقة لها بحرب الأجناس في بريطانيا، فقد تجاوزت الشعوب تلك المرحلة بكل وضوح. واحتلت النساء مرتبة المساواة عند الناس. وتشغل المرأة اليوم معظم المناصب التي كانت محظورة عليها من قبل، في الشركات الكبرى والمشاريع الضخمة. ولا تظهر هذه الحقيقة في حقل واحد، بل في سائر الحقول. وربما يكون الحظ السيئ هو مشكلة السيدة تراس، وليس الافتقار إلى الكفاءة التي تتمتع بها.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المرأة الثالثة المرأة الثالثة



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon