توقيت القاهرة المحلي 01:32:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

القرد

  مصر اليوم -

القرد

بقلم - سمير عطا الله

في لبنان مَثَل شعبي ساخر هو «مثل القرد». ويُقال عن الإنسان الذي أشيع عنه أنه في حالة صحية سيئة، ثم يُشاهد وهو يعدو في الشارع، أو وهو ينقض على خروف محشي، أو صينية كفتة وبطاطا، فيقال عندئذٍ «ما بو شي صحتو مثل القرد». ولا صحة لما شكا وادعى.
وقردنا اليوم هو الدولار الذي قيل إنه انكسر أمام الروبل والعملة الصينية، وقيل بعد أزمة النفط والغاز والقمح وسائر اليوميات الحياتية، إنه انتهى. وتبسَّم فلاديمير بوتين وهو يصر على اعتبار الروبل عملة البيع والشراء، وبدا واضحاً للعالم أجمع أن حرب بوتين ليست فقط في كييف وبلاد عموم الأوكران، بل هي حرب كسر الرؤوس، وأولها كسر رأس الدولار. وبدأ حَمَلة الدولار حول العالم يبحثون عن عملة بديلة يلجأون إليها، إضافة إلى الذهب وبقية «المعادن الكريمة». وفرّ كثيرون إلى الفرنك السويسري المستقر منذ عقود.
طوال أسابيع كان الروبل يمشي في العالم منفوخ الصدر والكتفين، بسبب قوته. سوف تموت أوروبا من البرد. ولم تعد حركة البورصة همّ البنوك والمؤسسات الكبرى، بل أصبحت همّ الإنسان العادي في كل العالم. وضرب التضخم حياة البشر، وزاد في حدة الأزمة أن الشتاء الأوروبي بكَّر كثيراً في القدوم.
غير أن بوتين بكّر كثيراً في رسم إشارة النصر فوق الحلبة الكاسرة. فجأة، راح الدولار يرتفع والعملات الكبرى تتساقط مثل أوراق الخريف. وراح الدولار يمشي بين الناس متشاوفاً «مثل القرد». بدأ الزلزال مع اليورو، ثم الجنيه الإسترليني، وارتعد أصحاب المال حقاً عندما رأوا الفرنك السويسري يفقد حصانته التاريخية مثل سواه.
وفي غضون ذلك كان الدولار يقفز مثل القرد من شجرة إلى أخرى وهو يقشر جوز الهند ويرمي بها الجميع ويقوم بحركاته المضحكة.
ثمة «قرود» كثيرة في حرب أوكرانيا فاجأت الزعيم الروسي؛ توقَّعهم من الشرق فجأوا من الغرب. «القرد» الأكبر هو طبعاً الرئيس الأوكراني الذي توقع العالم ألا يصمد أكثر من خمسة أيام في وجه الهول الروسي. وفي بداية الحرب كان يشاع أنه اختفى أو أصيب، ثم لا يلبث أن يظهر «مثل القرد»، في حين يعلن بوتين التعبئة العامة ويستدعي المجندين. والمجندون الهاربون يملأون جميع حدود روسيا، بما فيها حدود منغوليا، التي لا يعتبر السفر إليها موصى به في الأيام الطبيعية. الدولار والمجندون والهرب من التجنيد، أخبار غير سارة للكرملين. والقرد إهانة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القرد القرد



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon