توقيت القاهرة المحلي 07:53:02 آخر تحديث
  مصر اليوم -

البث Live... جميع الأقنية

  مصر اليوم -

البث live جميع الأقنية

سمير عطا الله
بقلم - سمير عطا الله

العام 1929 حقق البريطانيون سبقاً علمياً على الأميركيين ومن قلب نيويورك أيضاً: أول نقل تلفزيوني مباشر على عدسة «البي. بي.سي» تلقف الأميركيون الاختراع المذهل كالمعتاد، وأخذوا، منذ 1951، يصرفون المليارات على تطويره. أولاً في التغطية الداخلية، ومن ثم رأينا «السي. إن. إن» تحمل إلى غرفة كل فندق في العالم، كل ما يحدث طوال اليوم في أنحاء العالم. وبعدها صار لكل البلدان وكل الأحداث وكل الحروب قنوات تنقلها Live لحظة بلحظة.

مقلقة صور هذا العالم، Live، في الماضي كانت صور قصف البيوت وحرقها تنقل لاحقاً بعد اختيارها و«تحريرها». فلا ترى جثة طفل ملقاة على الأرض، أو امرأة عمياء تعدو هرباً متكئة على ذراعي رجلين مذعورين هما أيضاً، لكنهما قادران على رؤية درب الهروب. أو طفل على الحدود البولندية يلعب ضاحكاً لأنه لا يدرك لماذا هو هنا بين الآلاف من الناس، أو آلافاً من البشر يسيرون في طرقات لا تعرفها إلى أماكن لا تعرفها ولا تعرف من رماها، ولماذا، إلى الثلوج والجوع وقطع مئات الأميال مشياً، أو مشهد مدينة جميلة متحضرة يدوي فيها صوت الغارات وصوت اليائسين والبائسين، أو مشهد مجموعة هاربة من بيوتها المحترقة تُقصف فجأة على طريق الفزع وهي لَما تُبعد بعد عن منازلها المحترقة.
مخيف ومحزن هذا العالم عندما تراه Live لأنك ستسمع فلاديمير بوتين، يعلن أنه يفعل هذا من أجل تخليص أوكرانيا من النازية وهمجياتها. ذلك هو الهدف النبيل من دك المدن والقرى وطرق الهرب. لا نازية بعد اليوم. وليفهم ملايين اللاجئين أولاً وأخيراً.
لكن قبل ذلك هناك بعض الخطوات الديمقراطية الأساسية: إسقاط الحكومة القائمة، إلغاء الرئيس، توقيع الضحية في الموافقة على استسلامها واحتقار نفسها وتمجيد احتلالها.
كل هذا Live. من لا يصدق هذا الموقف ليس عليه إلا أن يدير قناته المفضلة. الصورة نفسها على كل القنوات. المحللون يحاولون قراءة أفكار بوتين، الحلف الأطلسي يفيق من النوم ويفرك عينيه. وعلى حدود رومانيا، أفقر بلدان العالم، فلاحة فقيرة ذات اختصاص: توزيع ألواح الشوكولا من سلتها على أطفال اللاجئين وحدهم. وعلى الحدود الأخرى، الدولة الأكثر فقراً، مولدوفا، تستقبل وتطبخ وتخبز. وLive يسأل لاجئ معه عائلته: هل نحن على حدود بولندا؟ فيقول له الشرطي، أنت على حدود مولدوفا، فيعود ويسأل، كم تبعد بولندا من هنا؟ يقول الشرطي وهو يدير وجهه حزناً: 250 كيلومتراً. Live.
هل تنام، يسأل لاجئ الآخر؟ أنام؟ أنا في كابوس يدوم 24 ساعة. لكن أحداً لا يعرف كم يوماً سوف يدوم، كم شهراً، كم سنة. المحللون والسياسيون والناطقون الرسميون ليس لديهم أي شيء من التفاؤل يعطونه للناس. يقاطعهم، في البث المباشر، صوت صفارات الإنذار في أنحاء كييف الغارقة في العتم. كم تقدم العالم. كل هذا Live أمامك لحظة بلحظة. مع الأسف، السلام متأخر جداً. الرجل منشغل في تدبير أمنه الاستراتيجي.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البث live جميع الأقنية البث live جميع الأقنية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon