توقيت القاهرة المحلي 16:35:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المخبأ السويسري

  مصر اليوم -

المخبأ السويسري

بقلم - سمير عطا الله

كل مصارف العالم محلية إلَّا مصارف سويسرا. حتى أزمات المصارف الأميركية الكبرى يمكن الحد من خسائرها مهما بلغت، لكن الإصابة في مصرف سويسري تصل إلى السوق المالية، وإلى النظام المالي، وإلى سمعة الدولة السويسرية نفسها. خلال أسبوع واحد وقع البنك الأميركي «سيليكون فالي»، وبنك «كريدي سويس»، في مأزق كبير. لكن في سويسرا تدخلت الدولة نفسها، وفرضت على «اتحاد البنوك السويسرية» شراء منافسه القديم بنحو 3.25 مليار دولار، كما صرفت المليارات الأخرى في دعم السوق، لأن الحياة المصرفية هي شريان الحياة في البلاد. لا سويسرا من دون مصارفها. وبرغم أن السرية المصرفية لم تعد قائمة، فإن بنوك سويسرا لا تزال تحمل في خزائنها مليارات أسطورية من الثروات التي أخفاها أصحابها عن العيون الشرعية، وصارت مع تقادم السنين، ملكاً لتلك الخزائن الحديدية والأرقام السرّية.
انهار النظام المصرفي في لبنان، لكن الضرر ظلَّ على هوله، محلياً. كان لبنان قد قلَّد سرية المصارف السويسرية، واجتذب الودائع من كل العالم، لكنه نسي أن مثل هذا النظام في حاجة إلى دولة تحميه وتحمي الأمانات، وليس أن يكون بعض مسؤوليها شركاء في عملية سطو معلن لا مثيل لها في التاريخ.
كان لبنان يسمى «سويسرا الشرق»، بسبب جباله وجماله ونظامه الحر. وكم تأكد الآن قول روديار كيبلنغ أن الشرق شرق والغرب غرب. ولن يلتقيا. وها هو لبنان يشرِّق، بلا توقف، وحاكم البنك المركزي فيه يشرف على إفلاسه وانهياره، ويقف «شاهداً» أمام محققي الدول الأوروبية. وينصحه مدير الأمن العام السابق اللواء جميل السيد، بأن «يسمي أعضاء العصابة قبل أن يقتلوك».
ليست المسألة مسألة مقارنة بين لبنان وسويسرا، أو بين الشرق والغرب. المسألة كيف أن حفنة من البشر، هنا أو هناك، تهدد في سوء إدارتها، أو سوء أخلاقها، أو السوأين معاً. معيشة الناس وحياتهم. فريق له مؤسسات تحميه وفريق يسرقه الذين يفترض أن يكونوا حُماته والمؤتمنين على أرزاقه. صرفت الحكومة السويسرية نحو 100 مليار دولار في دعم السوق المالية لكي تحمي مواطنيها من آثار الأزمة، وتحد من تدهورها، فيما تتدحرج عملة سويسرا الشرق كل يوم من قاع إلى قاع، ولا حكومة توقفها، ولا دولة، ولا جمهورية، ولا رئيس، و«ما في حدا - لا تندهي ما في حدا». دائماً تشهد أغاني فيروز على أحزان بلدها.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المخبأ السويسري المخبأ السويسري



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon