توقيت القاهرة المحلي 04:56:10 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سيارتان

  مصر اليوم -

سيارتان

بقلم: سمير عطا الله

في العقد الأول من القرن الماضي، وفيما العالم أجمع منبهر ومأخوذ باختراع جديد، هو سيارة بلا خيول ولا علف ولا شعير، قرر البريطانيان تشارلز رولز وهنري رويس، صناعة سيارة تتميز عن الجميع بفخامتها ومتانتها وكلفتها. من أجل هذا الهدف دربا أكثر الميكانيكيين مهارة. وبحثا عن ساعة السيارة لدى أهم الشركات السويسرية، واستعانا للمقاعد بأفضل صناع الجلد. وفي نهاية عام 1907 كان قد بيع من التحفة المتحركة نحو 8000 سيارة سميت «الشبح الفضي».

في الوقت نفسه قرر الأميركي هنري فورد، أن يصنع في مدينة ديترويت سيارة تكون في متناول الجميع، خصوصاً بُسطاء الحال أمثاله، أو أمثال والده المزارع. وبحث عن ميكانيكيين قادرين على صنع أفضل القطع بأرخص الأسعار. وهكذا، خرجت إلى الأسواق سيارة «فورد تي» وكلفتها آنذاك نحو 300 دولار، فهرع الأميركيون من جميع الطبقات لاقتنائها. وبدل أن تُصنع مكوناتها باليد، اخترع «خط التجميع»، فصارت السيارة تبدأ بقطعة واحدة من أول الخط، وتنتهي وقد ضمت مائة قطعة في آخره. من المحرك إلى الكرسي إلى الزجاج إلى المقود إلى العَجَل.
توصل فورد في البداية إلى صنع 15 سيارة في اليوم. وفي عام 1913 حدثت «الأعجوبة» عندما أصبح خط التجميع متحركاً يحمل القطع بدل أن يحملها العمال. وصار كل يوم تقريباً يحمل اختراعاً جديداً في هذه الصناعة. ومع كل اختراع كان فورد يخفض من سعر سيارته بحيث نزل عن 850 دولاراً عام 1908 إلى 345 دولاراً في 1916، ومن ثم إلى رقم مذهل هو 260 دولاراً في 1925. وفيما راح هنري رويْس يكافح من أجل العثور على زبائن في إنجلترا واسكوتلندا وأميركا، كان هنري فورد قد توصل إلى بيع 16 مليون سيارة وضعها في متناول الجميع.
طبعاً استعان هنري فورد بخبرة وعبقرية الكثيرين من المخترعين في الولايات المتحدة والسويد وألمانيا، وأصبح واحداً من أغنى الأثرياء في العالم. وكان بين هؤلاء كارل إدوارد جوهانسن، السويدي، الذي عُرف بلقب «سيد المقاييس الدقيقة»، وسيد الدقة في العالم، ووصفه آخرون بأنه «أديسون السويد».
كانت تلك الدقة العنصر الأهم في نجاح مصانع فورد. وتطور خط الإنتاج السريع إلى إنجاز سيارة كاملة كل 45 دقيقة. وفتح فورد الباب أمام الروبوت الآلي الذي يتكفل إنتاج السيارات في كل العالم اليوم. قرأت مؤخراً أن شركة فورد سوف تدخل مجال السيارات الكهربائية. وقد تأخرت في ذلك بالطبع، وكان الرائج في هذا الحقل الجديد الأميركي إيلون ماسك الذي لم يغير فقط في الصناعة وإنما أيضاً في خفض التلوث الذي يتعرض له الكون. وأصبح ماسك من كبار الأغنياء الأسطوريين في هذا العصر إلى جانب عمالقة التكنولوجيا الآخرين. ولم يعد خط الإنتاج في المصانع يُحصي بضائعه بالعشرات والمئات والآلاف. لقد بدأ المستر فورد صورة لم يكن يتحملها بالتأكيد، لا هو ولا والده المزارع، الذي كان معجباً بقدرة ابنه على تصليح الآلات الزراعية التي تساعده في تحسين مواسمه، فإذا به يقيم ثورة في حياة الإنسان.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سيارتان سيارتان



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon