توقيت القاهرة المحلي 13:49:10 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عالم على الحافة

  مصر اليوم -

عالم على الحافة

بقلم - سمير عطا الله

أولاً: لا شك أنَّ الولايات المتحدة وشركاءها في الناتو، هي من بدأ استفزاز روسيا، بتجاوزها خطوط «المجال الحيوي» للهيبة، أو السيادة الروسية. كذلك فإنَّ أميركا هي من استفزّ الصين، عندما قررت رئيسة مجلس النواب القيام بزيارة إلى تايوان رغم اعتراض وتحذير الصين.
ولكن هناك ألفُ «لكن» تخطر في هذا العالم الملوث برائحة البارود والجثث والمليء بأحزان الشعوب. ألم يكن من الممكن للزعيم بوتين أن يستنفد التفاوض والبحث عن تسوية قبل أن يبدأ في دك أوكرانيا مدينةً مدينةً، وأن تبلغ خسائره آلاف القتلى؟ ومَن أرعبت الصين في المناورات العسكرية الهائلة احتجاجاً على زيارة نانسي بيلوسي، أميركا أم تايوان؟
صحيح أن أوكرانيا كانت جزءاً من الاتحاد السوفياتي. ولكن جاء وقت وأرادت الاستقلال، وشكراً للإخوة الروس، ألا يحق لنا ذلك؟ ماذا حدث لمبدأ حق تقرير المصير؟ كانت تجربة هونغ كونغ وتايوان في الحياة خارج الصين لمائة عام، من تجارب الحريّة المذهلة والتفوق. والآن لا تريدان العودة إلى «البرّ الصيني». لماذا لا يجري استفتاء بدل المصادرة بالإرغام؟ وبالدمار والحروب؟
منطق القوة يُبقي هذا العالم في حالة ظلم دائم. أميركا هاجمت دولة في حجم إبهامها تُدعى بنما، وأخرى في حجم كفها تدعى غرينادا، وكانت قبل ذلك قد قامت بجولة احتلالات حول العالم من أجل فرض الديمقراطية!
ذروة الاختلال العالمي حالياً هي حرب أوكرانيا بالطبع. تحولت الآن إلى حدث من الدرجة الثانية ورتابة يومية. والنهاية شبه مستحيلة، لأنها تعني إذلال روسيا أو إذلال الغرب. وفي غضون ذلك يخسر العالم أجمع مئات المليارات كل يوم، وتنزف اقتصاداته وشعوبه في سبيل إنقاذ أوكرانيا من «حفنة من النازيين» على رأسهم كوميدي سابق من فئة ممثلي المسلسلات المكسيكية.
الحقيقة أن العالم كله ملهاة مؤسفة. انفلات مريع وسقوط هائل لمؤسسات الردع، منذ أن قرر جورج بوش الابن الحرب على العراق من دون غطاء دولي صوري. فقد كان يأخذ قراراته من الله الذي «يتحدث إليه صباح كل يوم». لا يستطيع الأمين العام للأمم المتحدة، السنيور غوتيريش، أن يفعل أكثر مما يفعل كل يوم. وهو أن يُطلعنا على ما نعرف جميعاً عن أحوال وأهوال العالم الذي نعيش.

اختلال تام في جميع مراكز النظام العالمي. روسيا غارقة في أوكرانيا، والمنصب الثاني في أميركا للسيدة كامالا هاريس، والصين تطلق مدافعها في الهواء، بانتظار مدافع الأسوار.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عالم على الحافة عالم على الحافة



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 08:09 2024 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

مميزات كثيرة لسيراميك الأرضيات في المنزل المعاصر

GMT 05:00 2024 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

بوجاتي تشيرون الخارقة في مواجهة مع مكوك فضاء

GMT 05:50 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

تسلا تنشر صور للشاحنة سايبرتراك باختبار الشتاء

GMT 13:06 2021 الأحد ,03 تشرين الأول / أكتوبر

منة شلبي عضو لجنة تحكيم الأفلام الطويلة بمهرجان الجونة

GMT 20:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

رسميًا إيهاب جلال مديرًا فنيا لنادي بيراميدز
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon