توقيت القاهرة المحلي 20:18:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أمواج

  مصر اليوم -

أمواج

بقلم - سمير عطا الله

تجتاح الموجة في طريقها كل شيء. تسمى في البداية «الموجة الجديدة» كما في السينما، والشعر، والرسم، والغناء، ثم تصبح هي القديم والماضي الجميل. كان كلود لولوش، رائد «الموجة الجديدة» في السينما الفرنسية، والآن يقول نبأ إنه رُزق طفلة من الزوجة الرابعة وهو في الخامسة والثمانين من العمر، أي لا جديد في الأمر سوى عشر سنين.

تغيّرت فلسفة الشُّهرة في العالم الحديث عن جميع مفاهيم الماضي. كان عليك أن تكون يوليوس قيصر، أو كليوباترا، أو يوسف بيك وهبي. والآن هناك 170 مليون متابع خلف السيدة كيم كارداشيان. ويسمون نجوماً أو نجمات أصحاب الأسماء اللامعة في «تيك توك» و«الفاشونيستا». وكنت أعتقد بكل سذاجة أن «تيك توك» سيارة تاكسي تايلندية ثلاثية الأبعاد، إلى أن أوضح لي صديق من الأجيال النضرة، أعزها إليّ، أنها أيضاً تيك وتوك... وهلمّ جراً.

لن تصدق أنني قرأت عن كيم كارداشيان في «ملحق التايمز الأدبي». ومنه تعرّفت إلى فلسفة «الشهرة الجديدة» القائمة على قاعدة واحدة: ليس من الضرورة أن تكون شيئاً. الشقيقة الصغرى للسيدة كارداشيان تجاوزت ثروتها المليار، وهي بعد دون الحادية والعشرين. كيف ولماذا؟ لأنها غيَّرت في حجم شفتيها فأصبحت شيئاً مهماً من «تيك توك». أو توكتيك!

يقول الأستاذ جهاد بزي (المدن) إن هيفاء وهبي أسطع النماذج، يوم نجحت قبل أن تغنّي أو تمثل أو أي شيء آخر. جميلة وكفى. الأداء والغناء لا أهمية لهما. تحولت الكليبات إلى صناعة تدرّ عشرات الملايين من دون أن يبرز فيها صوت واحد. ما إن انتهى أحد المخرجين من كليبه الأول، حتى اكتشف أنه جمع ما يكفيه لخوض المعركة الانتخابية. الكفاءة غير مطلوبة. نحن في عصر الصورة بلا صوت. الرقم المتداول عن ثروة فيروز، بعد 60 عاماً من الغناء، وأشهر اسم في الشرق منذ أم كلثوم، يبدو محزناً بالمقارنة مع سيدات العصر. يشمل رقم فيروز النسبة المئوية التي تحصل عليها من بث أغانيها في الإذاعات كل يوم. في أي حال يقارب 28 مليون دولار.

في حين تتراوح ثروات مطربات الحداثة، أي خليط الصوت والصورة وألحان «تيك توك»، بين 60 و40 مليون دولار. القاسم المشترك هنا هو نفسه في عالم السيدة كارداشيان، أي الشفاه المنفوخة، وعلامات النفخ الأخرى، غير أنْ لا ثروة تقارَن بما تجنيه النجمة الواقعية في أميركا 1.2 مليار دولار، وكذلك شقيقتها وبعض أفراد العائلة.

لكل عصر موجة جديدة تلغي الموجات السابقة. وكان أديب مصر الكبير توفيق الحكيم يغار من لاعبي كرة القدم والرواتب التي يتقاضونها، ولم يستطع أن يتقبل ما تسمى «نظرية السوق». ولو عاش في عصر محمد صلاح لاكتشف أن متابعيه يفوقون قرّاء المواسم الأدبيّة في نصف قرن.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أمواج أمواج



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:21 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

برشلونة يحتفل بذكرى تتويج ميسي بالكرة الذهبية عام 2010

GMT 11:32 2020 الجمعة ,25 كانون الأول / ديسمبر

دبي تهدي كريستيانو رونالدو رقم سيارة مميز

GMT 04:41 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

وزارة الصحة الروسية تسمح بتغيير نظام اختبار لقاح "Sputnik V"

GMT 21:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

أول تعليق من نيمار بعد قرعة دوري أبطال أوروبا

GMT 06:29 2020 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

حمادة هلال يهنئ مصطفي قمر علي افتتاح مطعمه الجديد

GMT 07:23 2020 الجمعة ,16 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الجبس في مصر اليوم الجمعة 16 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 14:35 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

سموحة يعلن سلبية مسحة كورونا استعدادًا لمواجهة المقاصة

GMT 01:05 2020 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

الزمالك يقبل هدية الأهلي لتأمين الوصافة ويُطيح بحرس الحدود

GMT 15:44 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

سموحة يبحث عن مدافعين لتدعيم صفوفه في الميركاتو الصيفي

GMT 07:13 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الجبس في مصر اليوم الإثنين 12 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 06:34 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حفل عقد قران هنادى مهنا وأحمد خالد صالح

GMT 15:02 2020 الأربعاء ,30 أيلول / سبتمبر

خيتافي وفالنسيا يتقاسمان صدارة الدوري الإسباني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon