توقيت القاهرة المحلي 20:16:08 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كتلة التقدم والطمأنينة

  مصر اليوم -

كتلة التقدم والطمأنينة

بقلم - سمير عطا الله

ماذا تفعل السعودية في أوكرانيا، أو ماذا تفعل أوكرانيا في جدة؟ السؤال مطروح في العواصم السياسية بالكثير من الاهتمام. ماذا يجمع أربعين دولة بينها أميركا في العاصمة السعودية الاقتصادية؟ ولماذا تتخذ المملكة هذا الدور؟

هناك إجابات عدة أهمها وأسرعها: ولمَ لا؟ ومَن يرفض أو يتحفّظ على دعوة إلى السلام ودرء أخطار حرب تتسع يوماً بعد يوم؟ وإذا لم تنجح السعودية في مبادرة بهذا الحجم فالعالم خاسر كله، أما الذين ينظرون إلى المسألة على أنها مسألة أحجام، وبالتالي فإن القضية أكبر من حجم المملكة، فإنها رؤية طفولية للتاريخ. أهم مؤتمر عُقد خلال الحرب الباردة حول اتفاقات الأمن الأوروبي كان في مثل هذا الشهر تماماً عام 1975 في عاصمة صغيرة تُدعى هلسنكي. والمعاهدة التي أسست الوحدة الأوروبية كانت في ماسترخت (هولندا) وليست في ألمانيا أو فرنسا. وليست هناك حتى الآن معاهدة سلام دولية تحمل اسم الهند أو الصين مع أنهما أكبر دولتين في العالم.

في أي حال، يجب أن يغرب عن بال الذين يأخذون الدنيا بالمقاسات أن السعودية أرض الإسلام وقِبلة مئات الملايين من البشر. هذا من حيث التعداد. أما من حيث الحجم الاقتصادي فهي أهم مركز للطاقة في العالم. وهذا يجعلها أهم شريكة طبيعية لأهم ثلاث دول: أميركا وروسيا والصين.

بدا الاعتراض على مؤتمر جدة جهلاً فاضحاً لوقائع العالم الجديد وحقائقه. ولعل أهمها أن السعودية تضع كل ثقلها المعنوي والسياسي في إقامة حلف للسلام والتعاون والتقدم في مواجهة أحلاف الحروب والخراب ونشر الموت والفقر وعبثيات الظلام. طبعاً، هذه الرسالة جميلة لكنها جدّية وصعبة أيضاً. والانفراجات السياسية لا تأتي من جانب واحد. لا بد من شراكة للوصول إلى عالم أفضل. ومن الشركاء، الذين لبّوا دعوة المملكة إلى جدّة، كانوا يعرفون تماماً أنها تدخل ومعها الأسرة الدولية في تحدٍّ واضحٍ، نحو عالم جديد قائم على التوازن وشبه خالٍ من ثقافة وتاريخ العدوان والتآمر والخداع.

ليس سهلاً ولا بسيطاً إقناع الآخرين بالتخلي عن السبل العتيقة وعدم جدواها. لكن لا بد من ذلك من أجل عالم أفضل، ذلك هو العالم الذي تطلع إليه مؤتمِرو جدّة على بُعد 40 كيلومتراً من مكة المكرمة. ليس في مصلحة أحد أن يستمر هذا العالم في السقوط والانحدار، وإشعال الفتائل والحرائق. الرئيس السوفياتي أندريه غروميكو كان يقول إن 10 ساعات تفاوض خير من 10 سنوات حرباً.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كتلة التقدم والطمأنينة كتلة التقدم والطمأنينة



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله
  مصر اليوم - إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 19:55 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025
  مصر اليوم - أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 00:03 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

بايدن يُكرم ميسي بأعلى وسام في أمريكا

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 13:37 2020 الأحد ,24 أيار / مايو

الفيفا يهدد الرجاء المغربي بعقوبة قاسية

GMT 12:48 2020 الثلاثاء ,19 أيار / مايو

أسعار الذهب في مصر اليوم الثلاثاء 19 مايو

GMT 16:51 2020 الثلاثاء ,31 آذار/ مارس

إصابة طبيب رافق بوتين في جولة "فيروس كورونا"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon