توقيت القاهرة المحلي 16:47:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حبل ولوح صابون

  مصر اليوم -

حبل ولوح صابون

بقلم - سمير عطا الله

في 24 يونيو (حزيران) الماضي أعلن يفغيني بريغوجين وهو على بعد 250 كيلومترا من موسكو أنه أوقف زحفه على العاصمة. وبعد ساعات أعلن ألكسندر لوكاشينكو، رئيس بيلاروسيا المجاورة، وأقرب حلفاء فلاديمير بوتين، أن صديق الطرفين وصاحب مؤسسة «فاغنر» للحروب مدفوعة الثمن موجود عنده في مكان آمن. لكن بريغوجين لم يظهر في بيلاروسيا، بل في أفريقيا. ثم غاب في دنيا الغموض إلى أن ظهر –أو قيل– رفاتاً محترقة في تحطم إحدى طائرات «فاغنر» الخاصة، بينما كان في الطريق من موسكو إلى سانت بطرسبرغ؟ على الفور صدر بيان ينفي أن تكون للكرملين أي علاقة بالحادث، عادة تتأخر مثل هذه البيانات قليلاً، أو تصدر بالخطأ قبل وقوع الحادث. الكرملين مشهور بالدقة في التوقيت ونعي الخصوم.

نعود إلى السيد الرئيس لوكاشينكو. هو أيضاً غاب لعدة أيام ثم ظهر مثنياً على بيان النفي. إضافة إلى ذلك نشرت «البرافدا الإنجليزية» الرسمية لقاء مع الرئيس الجار، كنوع من الوثائق التاريخية التي تُعتمد في حالات الشك هذه. قال لوكاشينكو إنه خلال التمرد عرض على صديقه بريغوجين أن يرسل إليه حبلاً وقطعة صابون «لكي يساعده على الانتحار». لكن الرجل أجاب بأنه ليس خائفاً من الموت: «لا، لن أنتحر، بل سوف أموت كبطل».

ماذا أراد لوكاشينكو، (أو «البرافدا») أن يقول؟ هل كان يشعر بأن بريغوجين لم يكن أمامه سوى الانتحار بعد تمرده؟ هل أراد أن يلمّح إلى أنه شخصياً كان موافقاً على القرار، ومن معرفته بعقلية بوتين، أراد أن يسهل الأمر على المتمرد.

لا يتحدث لوكاشينكو أكثر في هذه النقطة، لكنه ينتقل إلى ما هو أهم بكثير: مصير «فاغنر»! آه، قيادة «فاغنر» باقية هنا في بيلاروسيا ولن يتغير شيء. الانسجام تام بين الجميع. وحركة المجندين بين القارات سوف تكون في غاية السهولة.

تتعاطى «البرافدا» مع بريغوجين في غاية الاحترام. إنه «رجل الأعمال» الراحل. والطائرة طائرته، لكن للأسف سوف يكون مستحيلاً التعرف على رفات أحد من ركابها. لذلك سارع بعض المتعاطفين إلى إقامة مدفن رمزي من ورق الشجر، ونشروا فوقه وروداً حمراء. قانية.

أتابع مسألة بريغوجين منذ اللحظة الأولى كعمل أدبي، لا كحدث سياسي. الدراما الروسية في ذروتها. أساطير «كي جي بي» وما خفي، وما لن يخفى. ورئيس دولة قادم من الصقيع مثل أبطال جون لو كاريه ينعى طباخه بائس الملامح بالقول إنه كان ذا مزايا كثيرة. وخطايا قاتلة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حبل ولوح صابون حبل ولوح صابون



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 13:16 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon