توقيت القاهرة المحلي 06:57:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

انكساران: الكتف والخاطر

  مصر اليوم -

انكساران الكتف والخاطر

بقلم - سمير عطا الله

كان من عدّة النضال اليساري في الحرب اللبنانية العُبوس الذي يميّز رجال اليسار، مزيناً بشاربين معقوفين على الطريقة الستالينية. وقد اخترق أهل الجدار السميك بعضُ الظرفاء النادرين وأهمهم محسن إبراهيم. كان «أبو خالد» الوحيد الذي يجرؤ على السخرية من تلك المظاهر الجلدية واللغة المحشوّة خشباً وتنكا. حدث ذات مرة أن مجموعة من الفدائيين هاجمت ثكنة الحلو في بيروت فاتصل به أبو عمار يسأله عما حدث: «لا يهمك الأمر، فقد كانت الثكنة مارةً أمام الإخوة الفدائيين مما اضطرهم إلى ردعها».

في بيتنا «ثكنة الحلو» تمرُّ دائما أمامي، وتكسر وركاً من هنا، أو فخذاً من هناك، أو كتفاً كما حصل منذ أسبوع. وفي الحالات الثلاث ذهبتُ إلى طبيبٍ واحد. في المرة الأولى قيل لي إن الرجل «عونيٌ» في السياسة. وبينما أنا ماثلٌ بين يديه قلت له أتمنى أنك لا تقرأ ما أكتبه. وكعادة العونيين لم يبتسم.

قبل أيام ذهبت إلى دكتور حداد «مكسور الخاطر والكتف اليسرى معا». وعندما استدعي إلى غرفة الطوارئ، كاد يضحك وهو يسألني أين كانت الوقعة هذه المرّة، قلت له أنا صاحب مبدأ لا أغير ولا أتغير. فقد سقطتُ في نفس المكان ونفس الساعة التي أقوم فيها إلى النوم. أي في ثكنة الحلو. ولم يخذلني الرجل هذه المرة أيضاً فقد أصلح العظام وهي شبه رميم.

وعندما شاهدت وجوه الممرضين والممرضات من حولي يستغربون هذا الإصرار على تفقدهم بين حين وآخر، قدمتُ لهم الاعتذار الكامل، وأكدت أن الأمر ليس مقصوداً على الإطلاق. وما بين الدهشة والشفقة والتعجب، راحوا جميعاً يبحثون عن خرزةٍ زرقاء تحمي من العين الحاسدة. ولكن حاسدة من أي شيء؟! فأنا لست مثلا على لائحة المكافآت الشهرية، والثانوية، أو الدهرية، التي خص بها رياض سلامة قطاعاً كبيراً من اللبنانيين. وللمناسبة لست على أي لائحةٍ أخرى والحمد لله. ولحسن الحظ أن طبيبي عونيٌ، ولكنهُ دكتور حداد الذي قال يهون علي الانكسارين الخاطر والكتف: احمد الله أنها الكتف اليسرى وليست كتف الكتابة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انكساران الكتف والخاطر انكساران الكتف والخاطر



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 09:32 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

إطلالات للمحجبات تناسب السفر

GMT 10:42 2018 الخميس ,19 إبريل / نيسان

بولندا خرقت القانون بقطع أشجار غابة بيالوفيزا

GMT 23:19 2018 السبت ,07 إبريل / نيسان

كلوب يحمل بشرى سارة بشأن محمد صلاح

GMT 01:19 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

لاتسيو يحتفظ بخدمات لويس ألبيرتو حتى 2022

GMT 07:17 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

وفاء عامر تبدي سعادتها لقرب عرض مسلسل الدولي

GMT 09:03 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

فيسبوك يُجهّز لتسهيل التطبيق للتواصل داخل الشركات الصغيرة

GMT 20:34 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

حبيب الممثلة المطلقة أوقعها في حبه بالمجوهرات

GMT 04:40 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

أشرف عبد الباقي يسلم "أم بي سي" 28 عرضًا من "مسرح مصر"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon