توقيت القاهرة المحلي 11:36:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ثلاث سوريات من مصر: التابعي في الظل (3)

  مصر اليوم -

ثلاث سوريات من مصر التابعي في الظل 3

بقلم - سمير عطا الله

كانت أسمهان شديدة الاندفاع وكثيرة الحذر في الوقت نفسه. وقد حذرت بصورة خاصة الصحافة، مقتنعة في داخلها بأن للصحافة المصرية موقفاً كاملاً من «الشوام». غير أن ألمع صحافيي وكتّاب ذلك الوقت وقف إلى جانبها في حياتها وفي غيابها. لعب محمد التابعي دوراً مهماً في حياة أسمهان الشخصية، وفي كتابة سيرتها، والإضاءة على فصول غير معروفة من حياتها. مع أنه ظل غامضاً هو أيضاً. فقد أوحى بأن ثمة علاقة حميمة جمعته بالنجمة الطاغية، لكنه اكتفى بالتلميحات وإيماءاته الذكية. وفي الوقت نفسه كان لديه نوع من الحرص على أسمهان، والخوف عليها، إذ كان يشهد عن قرب تهورها في التعامل مع الناس وعدم اهتمامها بما يُقال أو يُشاع. غير أن ما كتبه في حياتها، ولفترة طويلة بعد وفاتها، يظل أحد المراجع المهمة في تدوين سيرتها وسيرة مصر في تلك الحقبة الجميلة. وبلغ به الأمر ذات مرة أن كتب وصفاً دقيقاً لها، وقال: «كان أنفها مدبباً قليلاً، وفمها واسعاً، وذقنها بارزة بعض الشيء، وكلها ملامح غير محببة، أما عيناها؟ كانت عيناها كل شيء. كان فيهما سحر وأسرار، وكانتا خضراوين تشوبهما زرقة».

صحيح أن التابعي كان في بداياته ناقداً فنياً في مجلة روز اليوسف، غير أن اسمه رفع من شأن النقد والفن على السواء. وما لبث أن أصبح صحافي الشؤون الملكية، يسافر حيث يكون الملك فاروق، وكان واحداً من تلك الكوكبة ادّعى أن أسمهان كانت سطحية لا اهتمام لها في شؤون الثقافة والقراءة. وإنها كانت تؤمن بالخرافات. غير أنه يقرّ بأنها كانت بالغة الحساسية رقيقة الشعور، تبكي لرؤية الغروب أو سماع الأغاني. ولا شك أنه ساهم أيضاً في صناعة شهرتها بالكتابة عنها وعن رحلاتها إلى سويسرا، ولبنان، أو القدس. ولم يخف غيرته عليها إذ كان يوحي بأنه يعترض على مبالغاتها ويذكّرها دائماً بالمجتمع المحافظ الذي جاءت منه. بل حتى بالمجتمع المصري الذي لمعت فيه، فهو أيضاً كان لا يزال شديد المحافظة. في هذه المرحلة ربطت الإشاعات بين اسمها ورئيس الديوان الملكي حسنين باشا. وقيل إن ذلك أثار غضب الملكة نازلي، ويبدو أنها لم تمانع بإشاعات على هذا المستوى فهي جزء من مرتبتها الفنية والاجتماعية على السواء.

طوال كل هذا الوقت كان شقيقها الأكبر فؤاد يحاول استعادتها من الوسط الذي صارت جزءاً منه، وجزءاً منها. وتروي شريفة زهور في كتابها «أسرار أسمهان» (دار المدى) أنها أصبحت تقضي الليالي خارج المنزل برغم تهديده لها وضربها. ولم يذكر فؤاد أنه أساء معاملة أخته، لكنه قال إنه فعل ذلك بتحريض من التابعي وخالد محسن باشا، وبعض أصدقاء الأسرة الآخرين. وبدل أن تستجيب، قامت بعمل غير مسبوق وهو الانتقال إلى شقة خاصة.

لم يعد من الممكن مراقبة أسمهان في نشاطها السياسي، ولم تترك شكاً بولاءاتها الوطنية وإخلاصها لمعارك أهل الجبل. وعلى شرفة فندق كونتيننتال، حيث يكثر المخبرون، كانت تقابل من تشاء وتتحدث بصوت عالٍ وحماس عن حقوق أهل الجبل وكرامتهم العالية التي يجب ألَّا تمس. وذلك يعني أن تعادي الفرنسيين الذين أقام عليهم سلطان باشا الأطرش الثورة الدائمة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ثلاث سوريات من مصر التابعي في الظل 3 ثلاث سوريات من مصر التابعي في الظل 3



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon