توقيت القاهرة المحلي 10:52:32 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الجزء التالي

  مصر اليوم -

الجزء التالي

بقلم - سمير عطا الله

ثمة ظاهرة تزداد وضوحاً منذ السابع من هذا الشهر: الفارق الشديد في الموقف من فلسطين بين مواقف الشعوب ومواقف الحكومات من الفلسطينيين. الحكومات تمنع مظاهرات التأييد في خطوة غير مألوفة في الديمقراطيات، والشعوب تتدفق إلى الشوارع والساحات متحدّية قرارات المنع وسياسة الحكومات.

الكثيرون من كتّاب أوروبا، خصوصاً اليهود، رأوا في الظاهرة عودة إلى مناخ اللاسامية وبروز موجة من معاداة اليهود، كما في عشية الحرب العالمية الثانية. واستعاد بعضهم كتابات المشاهير مثل الروسي فاسيلي غروسمان، لكي يؤكدوا أن المطروح هو المسألة اليهودية. كان غروسمان يقول إن اليهودي الفقير مضطهد لأنه فقير، واليهودي الغني مضطهد لأنه غني، واليهودي الذي ليس فقيراً ولا غنياً، متهم بأنه يخفي ثروته.

تعتبر إسرائيل نفسها دولة أوروبية. أو غربية. وهكذا يعتبرها الغرب أيضاً. وبما أننا طوال الليل والنهار أمام التلفزيون هذه الأيام، فقد لاحظنا جميعاً أن الإسرائيليين شعب غربي التكوين والملامح والجذور، تقل فيه كثيراً الملامح السامية.

لذلك لا بد أن ينظروا بقلق شديد إلى تأييد الرأي العام الأوروبي بهذه النسبة، إلى منظمة تصنِّفها الدول إرهابية، بما فيها فرنسا، التي كانت تحاول أن تتحاشى الانحياز الغربي الكلي، لكن في نهاية الأمر اضطر الرئيس ماكرون إلى السفر إلى تل أبيب، ملطفاً الرحلة بزيارة رام الله.

الجزء التالي من الحرب قد يكون أقل فظاعة. لكن ليس أكثر سهولة. إنه الجزء السياسي الذي يلعب فيه «الرأي العام» دوراً تقريرياً لا تقديرياً. أي القرارات الدولية وصياغتها والتفاوض عليها. وربما كان الجزء السياسي – ليس اليوم ولا غداً – شبيهاً بما حدث بعد 1967 عندما هزم العرب في الحرب لكنهم أكدوا حقوقهم ورسموا حدودها. ومع أن إسرائيل لم تحترم ولم تلتزم، لكن القرارين 242 و338 أصبحا المرجع القانوني النهائي.

من المبكر الحديث عن «جزء سياسي». 400 غارة إسرائيلية في ليلة واحدة ليست تمهيداً لدروب سياسية. لكن من المهم أن تكون المبادرة السياسية، أو جزء كبير منها، في يد العرب. ما فعلته إسرائيل في غزة حتى الآن ليس في حاجة إلى أدلّة وبراهين. ومع ذلك يظل العرب في حاجة إلى مساندة. ولا أحد منا يعرف مدى البحث عن الحل، أو الحلول، أو الخرائط القادمة. ولا مدى ما سوف تستغرق من وقت. ولكن الحروب لا تدوم إلى الأبد، خصوصاً إذا كانت جارفة مثل الحروب العالمية، و«ترانسفيرية» مثلها، كما هي هذه الحرب.

ثم إن الجديد الأهم في نزاع اليوم، أن العرب ليسوا الفريق الأساسي في قضيتهم، بل القرار الأهم في يد إيران. هي من تحرك «حماس» وهي من تقرر «الخيانة» و«العروبة». وقد أعطى الرئيس الإيراني درساً في ذلك للرئيس الفرنسي. وحذره من غضب الجاليات الإسلامية والعربية، كأنما صاحب الإليزيه قد نسي.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجزء التالي الجزء التالي



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon