توقيت القاهرة المحلي 21:03:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الجزء التالي

  مصر اليوم -

الجزء التالي

بقلم - سمير عطا الله

ثمة ظاهرة تزداد وضوحاً منذ السابع من هذا الشهر: الفارق الشديد في الموقف من فلسطين بين مواقف الشعوب ومواقف الحكومات من الفلسطينيين. الحكومات تمنع مظاهرات التأييد في خطوة غير مألوفة في الديمقراطيات، والشعوب تتدفق إلى الشوارع والساحات متحدّية قرارات المنع وسياسة الحكومات.

الكثيرون من كتّاب أوروبا، خصوصاً اليهود، رأوا في الظاهرة عودة إلى مناخ اللاسامية وبروز موجة من معاداة اليهود، كما في عشية الحرب العالمية الثانية. واستعاد بعضهم كتابات المشاهير مثل الروسي فاسيلي غروسمان، لكي يؤكدوا أن المطروح هو المسألة اليهودية. كان غروسمان يقول إن اليهودي الفقير مضطهد لأنه فقير، واليهودي الغني مضطهد لأنه غني، واليهودي الذي ليس فقيراً ولا غنياً، متهم بأنه يخفي ثروته.

تعتبر إسرائيل نفسها دولة أوروبية. أو غربية. وهكذا يعتبرها الغرب أيضاً. وبما أننا طوال الليل والنهار أمام التلفزيون هذه الأيام، فقد لاحظنا جميعاً أن الإسرائيليين شعب غربي التكوين والملامح والجذور، تقل فيه كثيراً الملامح السامية.

لذلك لا بد أن ينظروا بقلق شديد إلى تأييد الرأي العام الأوروبي بهذه النسبة، إلى منظمة تصنِّفها الدول إرهابية، بما فيها فرنسا، التي كانت تحاول أن تتحاشى الانحياز الغربي الكلي، لكن في نهاية الأمر اضطر الرئيس ماكرون إلى السفر إلى تل أبيب، ملطفاً الرحلة بزيارة رام الله.

الجزء التالي من الحرب قد يكون أقل فظاعة. لكن ليس أكثر سهولة. إنه الجزء السياسي الذي يلعب فيه «الرأي العام» دوراً تقريرياً لا تقديرياً. أي القرارات الدولية وصياغتها والتفاوض عليها. وربما كان الجزء السياسي – ليس اليوم ولا غداً – شبيهاً بما حدث بعد 1967 عندما هزم العرب في الحرب لكنهم أكدوا حقوقهم ورسموا حدودها. ومع أن إسرائيل لم تحترم ولم تلتزم، لكن القرارين 242 و338 أصبحا المرجع القانوني النهائي.

من المبكر الحديث عن «جزء سياسي». 400 غارة إسرائيلية في ليلة واحدة ليست تمهيداً لدروب سياسية. لكن من المهم أن تكون المبادرة السياسية، أو جزء كبير منها، في يد العرب. ما فعلته إسرائيل في غزة حتى الآن ليس في حاجة إلى أدلّة وبراهين. ومع ذلك يظل العرب في حاجة إلى مساندة. ولا أحد منا يعرف مدى البحث عن الحل، أو الحلول، أو الخرائط القادمة. ولا مدى ما سوف تستغرق من وقت. ولكن الحروب لا تدوم إلى الأبد، خصوصاً إذا كانت جارفة مثل الحروب العالمية، و«ترانسفيرية» مثلها، كما هي هذه الحرب.

ثم إن الجديد الأهم في نزاع اليوم، أن العرب ليسوا الفريق الأساسي في قضيتهم، بل القرار الأهم في يد إيران. هي من تحرك «حماس» وهي من تقرر «الخيانة» و«العروبة». وقد أعطى الرئيس الإيراني درساً في ذلك للرئيس الفرنسي. وحذره من غضب الجاليات الإسلامية والعربية، كأنما صاحب الإليزيه قد نسي.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجزء التالي الجزء التالي



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:39 2024 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

أبوظبي وجهة مثالية لقضاء العطلة في موسم الشتاء الدافئ
  مصر اليوم - أبوظبي وجهة مثالية لقضاء العطلة في موسم الشتاء الدافئ

GMT 10:26 2024 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

نصائح يجب اتباعها عند شراء السجاد
  مصر اليوم - نصائح يجب اتباعها عند شراء السجاد

GMT 09:29 2024 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

وفاة الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر عن عمر يناهز 100 عام
  مصر اليوم - وفاة الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر عن عمر يناهز 100 عام

GMT 13:14 2017 الخميس ,21 كانون الأول / ديسمبر

محمود عزب ضيفًا على برنامج "بالألوان الطبيعية" الخميس

GMT 19:36 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

إذاعة الجزء الأول من "كابتن أنوش" الخميس على MBC مصر

GMT 07:49 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن أسباب اعتذار المخرج أحمد خالد أمين عن "آخرة صبري"

GMT 05:36 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف على طرق حجز تذاكر القطارات عبر الانترنت

GMT 10:39 2017 الأربعاء ,01 شباط / فبراير

كايلي جينر تظهر جسدها في بدلة بيضاء جريئة

GMT 19:23 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

يوفنتوس وأرسنال يصارعان ريال مدريد لخطف أريزابالاغا

GMT 00:01 2021 الثلاثاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

خالد سامي يجري عملية زرع كلى ومفاجأة حول المتبرع

GMT 13:51 2021 السبت ,02 تشرين الأول / أكتوبر

منة شلبي تخوض السباق الرمضاني بمسلسل جديد

GMT 03:12 2021 الثلاثاء ,28 أيلول / سبتمبر

وزارة المالية تطرح سندات خزانة بقيمة 13 مليار جنيه

GMT 02:22 2021 الجمعة ,10 أيلول / سبتمبر

بيراميدز يعلن قائمته الأولى للموسم الجديد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon