توقيت القاهرة المحلي 21:03:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الأستاذ بدون «مزدوجين»

  مصر اليوم -

الأستاذ بدون «مزدوجين»

بقلم - سمير عطا الله

ارتبط اسم محمد حسنين هيكل بـ«الأهرام» أكثر بكثير من اسميّ مؤسسيها سليم وبشارة تقلا. وارتبط اسمه باسم جمال عبد الناصر أكثر من أي سياسي، أو صحافي قريب منه، ولما غاب عبد الناصر وجرّد من «الأهرام»، قال الناس إن هيكل انتهى في الصحافة وفي السياسة.


لكن هيكل أو «الأستاذ»، كان قد استعد للحدثين باختراع هيكل جديد. هيكل يغرف من ذكرياته مع عبد الناصر، ويحولها إلى حكايات تسهر عليها الأمة، كما تسهر على ترديدات أم كلثوم. والأرجح أنه كان في داخله قد قسم مصر إلى قسمين: قسم يطرب لما يسمع، وقسم يطرب لما يقرأ.

لم يكن يملك صحيفة، أو داراً، أو منصباً، لكنه أتقن إتقاناً هائلاً فن البقاء في الضوء حتى اللحظة الأخيرة. تشرشل، كان يقول المهم أن تعرف البقاء في الضوء. ليس مهماً كيف، وهيكل قرأ دون شك، الكثير في تلك المدرسة: هو، كصحافي، مراسلاً أو كاتباً، الأعلى أجراً. وهو صاحب السيجار الكوبي الضخم في مهنة المعاشات المتواضعة. وهو الأكثر أناقة في صحافة تُكتب عن هندامها المسرحيات المضحكة: مخصوم منك يومين!

كان حليفاً تاماً وعدواً كاملاً. لم يكن في حاجة إطلاقاً لأن ينتظر وفاة الرئيس حسني مبارك كي يثأر منه في كتاب لم يلق أي اهتمام. لكن الناس تفهمت القنابل اليدوية التي رشق بها أنور السادات، فالأخير أبعده. ثم حشره في السجن مثلما حشر مئات السياسيين والصحافيين. وكثير من أكابرهم ظلوا في السجن حتى لحظة اغتيال السادات على منصة 6 أكتوبر، فأعلن مبارك العفو عنهم.

تحل مئوية هيكل وقد تغيرت صناعة الصحافة. ولم يعد البقاء في الضوء سباقاً مع الذات ومع الآخرين. ولا عادت الأسماء ثريات تقتصر على مصر: محمد التابعي، والعقاد، ومصطفى وعلي أمين، والشناويين، والأباظيين، ومواكب مواكب.

كان الأستاذ هيكل ظاهرة صحافية أكثر منه مدرسة. وفي تلك المدرسة، كان هو أنجب تلامذتها: حدِّ بلا حدود، وعمل بلا نهاية، وثقافة ذاتية تحول الأزمنة إلى كبسولات يفرغها ساعة يشاء. اختلفنا معه على أشياء كثيرة، ولكن دون أن ننسى دوماً، أنه الأستاذ بدون مزدوجين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأستاذ بدون «مزدوجين» الأستاذ بدون «مزدوجين»



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:39 2024 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

أبوظبي وجهة مثالية لقضاء العطلة في موسم الشتاء الدافئ
  مصر اليوم - أبوظبي وجهة مثالية لقضاء العطلة في موسم الشتاء الدافئ

GMT 10:26 2024 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

نصائح يجب اتباعها عند شراء السجاد
  مصر اليوم - نصائح يجب اتباعها عند شراء السجاد

GMT 09:29 2024 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

وفاة الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر عن عمر يناهز 100 عام
  مصر اليوم - وفاة الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر عن عمر يناهز 100 عام

GMT 13:14 2017 الخميس ,21 كانون الأول / ديسمبر

محمود عزب ضيفًا على برنامج "بالألوان الطبيعية" الخميس

GMT 19:36 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

إذاعة الجزء الأول من "كابتن أنوش" الخميس على MBC مصر

GMT 07:49 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن أسباب اعتذار المخرج أحمد خالد أمين عن "آخرة صبري"

GMT 05:36 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف على طرق حجز تذاكر القطارات عبر الانترنت

GMT 10:39 2017 الأربعاء ,01 شباط / فبراير

كايلي جينر تظهر جسدها في بدلة بيضاء جريئة

GMT 19:23 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

يوفنتوس وأرسنال يصارعان ريال مدريد لخطف أريزابالاغا

GMT 00:01 2021 الثلاثاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

خالد سامي يجري عملية زرع كلى ومفاجأة حول المتبرع

GMT 13:51 2021 السبت ,02 تشرين الأول / أكتوبر

منة شلبي تخوض السباق الرمضاني بمسلسل جديد

GMT 03:12 2021 الثلاثاء ,28 أيلول / سبتمبر

وزارة المالية تطرح سندات خزانة بقيمة 13 مليار جنيه

GMT 02:22 2021 الجمعة ,10 أيلول / سبتمبر

بيراميدز يعلن قائمته الأولى للموسم الجديد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon