توقيت القاهرة المحلي 21:03:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الذي حدث هو الاحتلال

  مصر اليوم -

الذي حدث هو الاحتلال

بقلم - سمير عطا الله

ماذا حدث ذلك النهار؟ لماذا انفجر كل شيء في السابع من أكتوبر (تشرين الأول)؟ الحقيقة أن الاحتلال لم يحدث في يوم واحد. الاحتلال يحدث كل يوم، ويطوّق غزة بسور علوه 16 متراً من كل الجهات. ومع السور الإسمنتي، سور أعلى في الصدور. وسور في العقول، وسور في الكرامة البشرية المهانة كل يوم، في حاضرها وماضيها ومستقبلها، جدار ارتفاعه 16 متراً وفظاظة الاحتلال، وهذا كل شيء.

طبعاً ما حدث من انتهاكات عند اختراق السور لا يليق، خصوصاً بالمقهورين، لكن ما حدث لم يكن عبودية يومية مثل الاحتلال، و(قرفاً) يومياً مثل الاحتلال، وغراباً يومياً مثل الاحتلال. بدل السور كان على إسرائيل والغرب والعالم، أن يبحثوا عن حل يليق بالبشر. وكان على الإسرائيليين أن يدركوا أن الحلول لا يمكن أن تأتي مع رجال مثل نتنياهو الذي جددوا له 16 سنة في الحكم، أو مع رؤساء أميركيين يعلنون استسلامهم سلفاً للمشيئة الإسرائيلية.

ذكر الزميل العزيز سركيس نعوم في «النهار» أن رئيسين أميركيين فقط حاولا البحث عن حل حقيقي وعادل لأزمة الشرق الأوسط. ولا أريد أن أقلل من أهمية المثل الأخلاقية، أو حياة النساك التي يمثلها أحدهما، جيمي كارتر. لكن وفقاً لهذا الرجل النادر فإن الذي حرك مشاعره وجعله يكلف نفسه مهمة السلام، هو عندما قام بزيارة غولدا مائير ووجد أنها تعيش في شقة مستأجرة بـ400 دولار، وأمام منزلها سيارة قديمة من نوع «ستايشن واغن». لا أريد أن أنكر ما فعله في ما بعد هو والقساوسة الذين يحيطون به، حيال القضية الفلسطينية، ولا الثمن الذي جعله اللوبي الإسرائيلي يدفعه في حياته السياسية. كل ما أحب أن أسجل هو مدى خضوع كبار السياسيين الأميركيين للنفوذ الإسرائيلي، خصوصاً في مواسم الحرج؛ أي الانتخابات.

أعطى المستر بايدن مثالاً فاقعاً لذلك في الأزمة الأخيرة متذرعاً بما ارتكبه بعض الغزيين في الهجوم داخل إسرائيل، وأعلن التأييد المطلق لها، وجعل قادة أوروبا يتخذون الموقف نفسه بمن فيهم الرئيس الفرنسي الذي تجاوز مواقف كل أسلافه منذ الجنرال ديغول إلى اليوم. عادت فرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا إلى سياسات الخمسينات وما قبلها، مستخدمة الذريعة نفسها، وهي أن خطراً وجودياً يتهدد إسرائيل. ولكنّ وجوداً بائساً بالفعل يعيشه الفلسطينيون منذ 7 عقود في الشتات وفي المخيمات وفي مستنقع غزة.

الأفضل أن يتراجع الجميع عن «شفير الهاوية» الذي يقف عليه الشرق الأوسط، كما وصفه أمين الأمم المتحدة؛ أولاً نتنياهو ووزير دفاعه وخرائط المجازر، وثانياً أصحاب قرار الحرب على الجبهة اللبنانية، أي إيران و«حزب الله» والجماعات الموالية. سوف تكون هذه المرة الثانية التي يدخل فيها لبنان حرباً طاحنة من دون حتى أن يُسأل رأيه في الأمر. قرار الحرب والسلم في حياة الأمم لا يرسل برقياً أو بالبريد المضمون من عاصمة أخرى. لم يبق شيء من اسم، أو حتى شكل الدولة في لبنان. هناك حكومة مجردة من الصلاحيات ومن حق الحكم، وحتى من حق التبليغ. لبنان، مثل غزة، له الحق في الحياة والكرامة، وعلى الأقل، المشاركة في قرار الحرب والسلم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الذي حدث هو الاحتلال الذي حدث هو الاحتلال



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:39 2024 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

أبوظبي وجهة مثالية لقضاء العطلة في موسم الشتاء الدافئ
  مصر اليوم - أبوظبي وجهة مثالية لقضاء العطلة في موسم الشتاء الدافئ

GMT 10:26 2024 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

نصائح يجب اتباعها عند شراء السجاد
  مصر اليوم - نصائح يجب اتباعها عند شراء السجاد

GMT 09:29 2024 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

وفاة الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر عن عمر يناهز 100 عام
  مصر اليوم - وفاة الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر عن عمر يناهز 100 عام

GMT 13:14 2017 الخميس ,21 كانون الأول / ديسمبر

محمود عزب ضيفًا على برنامج "بالألوان الطبيعية" الخميس

GMT 19:36 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

إذاعة الجزء الأول من "كابتن أنوش" الخميس على MBC مصر

GMT 07:49 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن أسباب اعتذار المخرج أحمد خالد أمين عن "آخرة صبري"

GMT 05:36 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف على طرق حجز تذاكر القطارات عبر الانترنت

GMT 10:39 2017 الأربعاء ,01 شباط / فبراير

كايلي جينر تظهر جسدها في بدلة بيضاء جريئة

GMT 19:23 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

يوفنتوس وأرسنال يصارعان ريال مدريد لخطف أريزابالاغا

GMT 00:01 2021 الثلاثاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

خالد سامي يجري عملية زرع كلى ومفاجأة حول المتبرع

GMT 13:51 2021 السبت ,02 تشرين الأول / أكتوبر

منة شلبي تخوض السباق الرمضاني بمسلسل جديد

GMT 03:12 2021 الثلاثاء ,28 أيلول / سبتمبر

وزارة المالية تطرح سندات خزانة بقيمة 13 مليار جنيه

GMT 02:22 2021 الجمعة ,10 أيلول / سبتمبر

بيراميدز يعلن قائمته الأولى للموسم الجديد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon