توقيت القاهرة المحلي 09:45:29 آخر تحديث
  مصر اليوم -

التاريخ كابوس مستطرد

  مصر اليوم -

التاريخ كابوس مستطرد

بقلم - سمير عطا الله

عندما قرأت عن وفاة الكاتب البريطاني مارتن إيميس (1949 – 2023) قمت إلى مكتبتي أبحث ماذا فيها من أعماله. عثرت على واحد هو «كوبا المرعب»، و«كوبا» هو الاسم الذي حمله ستالين يوم كان طالباً في المدرسة الرهبانية التي أصبح ألدَّ أعدائها. أخذت أقرأ الكتاب مرة أخرى، فتبين لي من الملاحظات التي دونتها على هامش صفحاته، أنني كتبت عنه أوان صدوره العام 2002.

ها أنا أقرأ من جديد عملاً قرأته قبل عقدين، ونسيت تماماً ماذا قرأت، وماذا كتبت. لكن ها أنا أقرأ، وكأنها المرة الأولى عن أشياء أفقت وأنا أقرأ عنها. وأكتب. مثل ملايين البشر. كان كنغزلي إيميس، والد مارتن، صحافياً شيوعياً قبل أن يتغير، ونشأ مارتن يسارياً، ثم معادياً. أو عدواً. «كوبا المرعب» ليس عن ستالين. ليس عن ستالين وحده. عن لينين وعن خصومه، وعن ستالين وأعدائه وضحاياه، وعن عدوه الأول، وأشهر مقتوليه ليون تروتسكتي، الذي لو عاش لكان أشد قتلاً. وعن وثائق الحزب، وعن رسائل ماكسيم غوركي، وعن إصابة لينين بجلطة منعته من لفظ الكلمات إلّا نصفها، لكن فقط الرفاقية منها، وعن قول ستالين إن الكتّاب هم كنز الأمة، وقول لينين إن الكتّاب هم (...) الأمة.

يمتع إيميس بأسلوب جرار، ولا فكاك. يسرع بك قبل أن تقرر، هل تكمل هذه الرحلة في التاريخ البشري، أو كفاك من هذا التاريخ البشري الذي وصفه جيمس جويس بأنه كابوس مطّرد.

لعبة إيميس أنه يأخذ المصادر نفسها، لكنه ينتقي منها ما لم يره سواه. ويجمع الحقائق بأسلوبه الروائي والسينمائي، بحيث يدفعك إلى استباق أحداث هذا الشريط الذي لا نهاية له. ولكن هل تستحق الحياة أن نقرأ دائماً في كابوس؟ هل ستالين هو مصدر الدراما الوحيد، أو القياصرة قبله، أو الثورة الفرنسية، أو الدراما اليونانية؟

شعرت أنني أريد التوقف عن القراءة. والحقيقة أنني لم أكن أقرأ إيميس في التاريخ، بل في تاريخنا أيضاً. في ما تعلَّم بعضنا من همجيات الغرب والشرق. لم نتعلمها من شعوب قاسية ومتخلفة، بل من شعوب «متقدمة». لم أجد سبباً لقراءة المزيد مما أمضينا العمر نقرأ عنه. أوروبا شرقية وأوروبا غربية. وسلب ونهب واحتلالات. لكن ميزة ستالين وتلامذته أنه تخصص في قتل شعبه ورفاقه. وكان يعذبهم بما لا يقرأ ولا يكتب. والعودة إلى «كوبا المرعب» ندم وكابوس.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التاريخ كابوس مستطرد التاريخ كابوس مستطرد



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 06:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول الزبادي الطبيعي يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان
  مصر اليوم - تناول الزبادي الطبيعي يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر

GMT 02:57 2020 الإثنين ,06 إبريل / نيسان

رامى جمال يوجه رسالة لـ 2020

GMT 02:40 2020 السبت ,22 شباط / فبراير

المغني المصري رامي جمال يحرج زوجته على الملأ
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon