توقيت القاهرة المحلي 15:56:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تشيكوف في الجحيم الأبيض: ساخالين

  مصر اليوم -

تشيكوف في الجحيم الأبيض ساخالين

بقلم - سمير عطا الله

لطبيعة الجزيرة السيبيرية وناسها وبيوتها حصة كبيرة من المجهود الوصفي للكاتب. من نهر دويكا إلى وادي ألكسندروفسكي تقوم مدينة كاملة (سلوبودكا) التي تعد مدينة أرستقراطية. نسبة كبيرة من المستوطنين الكبار السن الذين جاءوا إلى ساخالين قبل عام 1880 قد تأقلموا بنجاح مع الأرض هنا واستعملوها. كانت للبلدة سمعة سيئة فيما يخص تهريب الكحول. في البلدة مخفر واحد وأب يعظ في الهواء الطلق عندما يكون الطقس جيداً. والأرصفة في الشوارع خشبية، وتسود في كل مكان النظافة والنظام. ولا توجد برك ماء وأكوام من النفايات. السؤال المطروح هو بأي موارد يعيش السكان في ألكسندروفسك؟ ثمة أمور غامضة كثيرة هنا.

يصف الكاتب سجن المنفيين والسجناء في ألكسندروفسك، حيث تبقى البوابة مفتوحة دائماً، ويرابط حارس على المدخل. جميع أبواب العنابر تبقى مفتوحة على مصراعيها، ويمضي السجناء السياسيون محكوميتهم. يصف تشيكوف بدقة أحوال السجن: جدران غير مطلية، معتمة، تستوعب العنابر بين 70 إلى 170 شخصاً. لا يوجد أي فراش، وينام المساجين على اللوح الخشن.

يتمتع السجناء بنوع من الحرية، فهم بلا قيود أو أغلال، ويمكنهم الخروج من السجن طول النهار والعودة. المراحيض في السجن هي عبارة عن حفرة عادية في فناء السجن. المقاعد موزعة على امتداد الجدار. من المستحيل المحافظة على النظافة في منظومة الزنزانات العمومية في السجون. يسأل الكاتب أحد المساجين: «لماذا أنت وسخ بهذا الشكل؟»، أجاب: «لأن نظافتي ستكون بلا فائدة هنا».

لفتت قرية نوفو منيايلو فسكويه نظر تشيكوف لفقرها، حيث تعمل السجينات والنساء الحرائر في الدعارة مع السجناء لقاء قروش معدودات بسبب ضيق الحال. ثم يصف مستوطنة دوية بالمكان البشع والكريه من جميع النواحي، ولا يمكن أن يعيش فيه بإرادته سوى القديسين أو البشر الفاسدين كلياً.

«وإذا ما ضحك أحد ما في الشارع من دون قصد بصوت عالٍ، لبدا ذلك حاداً وغير طبيعي».

يتعرف تشيكوف على الجيلياكيين، وهم الأهالي الأصليون للجزيرة الذين يقطنون شمال ساخالين. يعيشون عل ضفاف الأنهر في حياة غير مستقرة، ويتنقلون لممارسة الصيد. هم لا ينتمون إلى العنصر المنغولي، أو التونغوسي، بل إلى قبيلة جبارة كانت تسيطر على آسيا كلها. هم اليوم قوم رائعون ونشيطون، وقسمات وجوههم تنم عن التأمل والوداعة والسذاجة. هم في صراع دائم مع الطبيعة. لا يغتسلون أبداً. شعب غير محارب ولا يحب الخصام، ويعيش بسلام مع جيرانه. يبحر الكاتب في سفينة «بايكل» إلى جنوب ساخالين لاستكشاف: «الجنوب هنا مناسب للاستيطان والحياة الهادئة أكثر من الدائرة الشمالية».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تشيكوف في الجحيم الأبيض ساخالين تشيكوف في الجحيم الأبيض ساخالين



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 15:49 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

شيرين عبد الوهاب تعود لإحياء الحفلات في مصر بعد غياب
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب تعود لإحياء الحفلات في مصر بعد غياب

GMT 19:21 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

برشلونة يحتفل بذكرى تتويج ميسي بالكرة الذهبية عام 2010

GMT 11:32 2020 الجمعة ,25 كانون الأول / ديسمبر

دبي تهدي كريستيانو رونالدو رقم سيارة مميز

GMT 04:41 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

وزارة الصحة الروسية تسمح بتغيير نظام اختبار لقاح "Sputnik V"

GMT 21:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

أول تعليق من نيمار بعد قرعة دوري أبطال أوروبا

GMT 06:29 2020 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

حمادة هلال يهنئ مصطفي قمر علي افتتاح مطعمه الجديد

GMT 07:23 2020 الجمعة ,16 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الجبس في مصر اليوم الجمعة 16 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 14:35 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

سموحة يعلن سلبية مسحة كورونا استعدادًا لمواجهة المقاصة

GMT 01:05 2020 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

الزمالك يقبل هدية الأهلي لتأمين الوصافة ويُطيح بحرس الحدود

GMT 15:44 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

سموحة يبحث عن مدافعين لتدعيم صفوفه في الميركاتو الصيفي

GMT 07:13 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الجبس في مصر اليوم الإثنين 12 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 06:34 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حفل عقد قران هنادى مهنا وأحمد خالد صالح

GMT 15:02 2020 الأربعاء ,30 أيلول / سبتمبر

خيتافي وفالنسيا يتقاسمان صدارة الدوري الإسباني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon