توقيت القاهرة المحلي 10:20:41 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حب العمران

  مصر اليوم -

حب العمران

بقلم - سمير عطا الله

... أيضاً من كتاب «أقنعة أفريقيا» للأديب الهندي ف. س. نايبول: كان هوفووات بوانيي، أول رئيس استقلالي لدولة ساحل العاج، رجلاً يحب العمران. وقد بنى في بلديته الصغيرة يامو سوكورو التي تبعد 150 ميلاً عن العاصمة أبيدجان، كاتدرائية أراد لها قبة أعلى من قبة الفاتيكان في روما، وتَكلَّف ذلك نحو 400 مليون دولار قيل إنها كانت السبب في إفلاس الخزينة. والمشكلة الكبرى التي واجهها أنه لم يجد عدداً كافياً من المصلّين. ففي ذروة حشودها لم يرتفع عددهم عن 900 شخص. ومن جملة ما أنشأ الرئيس العمراني، حديقة خارج قصره بدأها بالتماسيح. وكل مساء كانت مجموعة كبيرة من الناس تتفرج على حارس الحديقة وهو يرمي للتماسيح قطع اللحم الكبيرة وأعداداً من الدجاج الحي. بقدر ما كان المشهد مسلياً، بقدر ما كان أيضاً مرعباً للمواطنين الذين صدّقوا أن للرئيس قدرات خارقة تسلمها من طبيب القرية وهو لا يزال شاباً. غير أن تلك القدرات لم تشمل شفاءه من مرض البروستاتا وهو في الثامنة والثمانين. إلا أنه ظل حتى اللحظة الأخيرة «أب الشعب»، و«العجوز الطيب»، و«الرجل الكبير».

في جملة ما أنشأ أيضاً حاجز إسمنتي يبلغ طوله تسعة أميال حول قصره. ويقال إن الكثير من الممارسات الغامضة كانت تدور خلف ذلك السور. ويُروى أن الكثيرين من خدم الرئيس ماتوا وراءه كما هي التقاليد. وتوفي في جنازته «المئات» لأسباب غير معروفة إنما لها علاقة بالسحر. ومثل «هوفووات» كان كثيرون يؤمنون بالأسطورة الهندية القائلة إن العالم يجلس فوق ظهر سلحفاة. كما كان المصريون القدامى يعتقدون أن التمساح حيوان مقدس.

بعد وفاة الرئيس الساحر دخلت البلاد في اضطرابات كثيرة، وزال خوف كثير، وظل ناس يتفرجون على مشهد التماسيح خارج القصر، ولكن كأنه مشهد مألوف لم يعد يخيف أحداً.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حب العمران حب العمران



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 10:20 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن
  مصر اليوم - فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر

GMT 02:57 2020 الإثنين ,06 إبريل / نيسان

رامى جمال يوجه رسالة لـ 2020

GMT 02:40 2020 السبت ,22 شباط / فبراير

المغني المصري رامي جمال يحرج زوجته على الملأ
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon